أنا أحد المنحازين إلى دول أمريكا اللاتينية.. وانحيازي هذا له مسبباته وله مسوغاته أيضا.. وعندما أشاهد «المونديال» المقام حاليا في جنوب أفريقيا.. أجدني تلقائيا أكثر انحيازا لهذه الدول التي تمثل مجتمعات كتبت حضورها السياسي والثقافي بالدم والقهر والمعاناة، في مواجهة الاستعمار بكل أشكاله وألوانه وهو الاستعمار الداخلي والخارجي معا.. وكتبت إبداعها بالحبر المغموس بالتراب.. وبعبق الإرث العظيم الذي تمتلكه. وعندما ذهبت إلى القاهرة أخيرا، وجدت خلف فندق سمير اميس تمثالا للزعيم الفنزويلي سيمون بوليفار.. رمز المقاومة في القارة المضيئة بشعلة الإبداع والحرية، ووجود التمثال في القاهرة له دلالاته ورمزيته.. وفيما كنت أتأمل هذا التمثال، الذي يجسد تاريخا من النضال في هذه القارة.. الحارة والساخنة.. بحرارة وسخونة أدبها وفكرها وإبداعها.. كنت أتأمل فكرة النضال عندما تتعزز بإرادة شعوب عظيمة تبحث عن أدوارها وأقدارها.. بجسارة منقطعة النظير، وهذا ما يجعلني أرى أن هناك قواسم مشتركة بين الشعوب العربية وشعوب أمريكا اللاتينية من كوبا.. والبرازيل والأرجنتين وكولومبيا.. حتى الأروغواي والمكسيك وتشيلي وغيرها.. من هذه الدول التي يحمل أهلها احتراق الأرض، واحتراق البشرة ومكابدات الحياة.. وقسوة التاريخ.. إنها تضيء بالإبداع.. والجمال. من أمريكا اللاتينية خرج الكولومبي الروائي ماركيز.. والشاعر المكسيكي أكتافيوباث - والأرجنتيني بورخيس والبرازيلي جورجي أمادو والتي أخرجت أيضا مارادونا وبيليه وأخيرا ميسي وكاكا.. وكل المبدعين في الكرة والأدب.. والنضال السياسي. .. نعم، أنا أحد المنحازين لأمريكا اللاتينية.. ليس في السياسة والثقافة فقط.. ولكن حتى في كرة القدم.. أجدها مختلفة، وهي كذلك حين تناضل.. وحين تقاوم.. وحين تلعب أيضا. أليست وطن تشي غيفارا، ونيرودا.. فكيف لا تكون مختلفة.. وغير قابلة للكسر والهزيمة في كل شيء. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة