لا شك أن (الانحراف الفكري) لم يكن وليد يوم وليلة، وكان أهله وما زالوا يستغلون كل ضيق من الثغرات لينفذوا منه ثم ينفثوا سمومهم مستغلين الحب الفطري للدين وأهله وتقدير الجميع لهما. وحصل من خلال ذلك التسلل للشباب والتغرير بهم والحشو لعقولهم بأفكار منحرفة معوجة ودعاوى مبطنة ومبادئ هدامة تستهدف كياننا الأشم، ووحدة التلاحم بين القيادة والشعب وهي محاولات يائسة بائسة، فاختل عند هؤلاء الأبناء ميزان الاعتدال، فعول مخططو هذا الفكر على حداثة سنهم وسطحية تجربتهم وقلة حصيلتهم الشرعية إلا فيما يخدم فكرهم المنحرف، محاولين بذلك شق الصف وإحداث شرخ في عضد هذا الكيان المبارك، وهيهات لهم ذلك وأسأل الله أن يحمي بلادنا وأهلينا من كل سوء ومكروه. راودتني فكرة طيلة تلك الفترة الماضية أرى أن فيها شيئا من التأييد والتجسيد لفكرة (الشراكة بين الإعلام والتربية) كونهما متلازمين يكونان سياجا مهما لحماية فكر الناشئة، وهما أيضا يعملان على ربط حاضرهما الواحد بماضيهما التليد. ليعلم الأبناء أن هذا الكيان المبارك لم يكون وليدا للحظوظ ولم تسقه المصادفات، لينشأ هذا الجيل بإذن الله يحب الفضيلة ويعرف الواجبات، ويتأصل فيه حبه لوطنه نابذا كل فكر أو سلوك منحرف، ولكل فعل لا يقبله ميزان الشريعة السمحة ثم الوطنية الصادقة، المتمثلة في حبه الكبير لوطنه، فيكون منتميا لهذا الكيان المبارك (بعقله ممثلا في الفكر، وبقلبه ممثلا في الحب الصادق، ويجسده ممثلا في الفداء لهذا الوطن) والفكرة هي: عمل فيلم وثائقي عن المملكة العربية السعودية وملوكها: حيث أن قران المشاهدة بالتلقي من خلال مادة إعلامية نصل بهما معا إلى صورة حب وولاء محفورة في ذاكرتهم ووجدانهم، وتصبح قاعدة صلبة ترفض فيما بعد أي فكر مغشوش، أو عمل مشين ولن يستطيع أحد أن ينفذ من خلال أبنائنا لما ترسخ داخلهم من مشاعر ارتبطت (بصورة وحدث وتعليق) ولا يخفى على الجميع أن ما حصل لهؤلاء الأبناء من تغرير كان سببه أنه يعيش لحظة الواقع الذي هو فيه. لزاما علينا كمربين (آباء ومعلمين) أن ننتهز جميع الفرص والمواقف والمناسبات لنربي أبناءنا وصولا إلى فكر متميز مستنير، ليتولد لديهم أن ما نعيشه اليوم كان نتيجة ذلك التلاحم الكبير من شعب وفي وقيادة معطاءة حكيمة مباركة، لم تدخر وسعا في كل ما يعود بالنفع على الوطن والمواطنين، والذي نتج عنه ولله الحمد وطن آمن وعيش وافر. إن مثل هذه الأفلام تخلق وتنمي حبا صادقا وانتماء لا ينقطع ورثوه من الأجداد وصولا لهم منا نحن الآباء، لتتواصل رسالة الوطن من الأجيال السابقة لتعلم الأجيال اللاحقة فتقدر لولاة الأمر ولهذا الوطن المبذول من الجهد والمال والوقت ليعي حينئذ ما كان ليكون لولا تضافر الجهود والولاء التام والمحبة الصادق والوقوف صفا واحدا كل في مكانه برأي واحد وعزيمة واحدة ومصير واحد. رائد بن عبدالمحسن السليمان عضو رابطة الأدباء والكتاب والمؤرخين