تأثير الصحافة يختلف من مجتمع إلى آخر. في مجتمعنا ثمة انفراج في دائرة الحريات الصحافية، لكن دور الصحافة ظل في حقيقة الأمر دون تأثير حقيقي على مجريات الحياة العامة. قد لا تكون الصحافة ذات تأثير ضعيف في صناعة الرأي العام، وإنما قد تتعداها المشكلة إلى ما هو أهم وأكبر، وهو ضعف الرأي العام ذاته في صناعة الأحداث العامة. في آخر تصنيف للصحافة العالمية، جاءت الصحافة في المملكة في مركز متأخر، وفي ذيل القائمة تقريبا، تتفوق عليها صحافة تصدر في بلدان مؤدلجة سياسيا وفكريا، وهو ما يعني أن هذه الصحافة التي ظلت توجه سهام نقدها إلى المؤسسات والهيئات العامة التي ما فتئت تحصل على تصنيف متدنٍّ على لائحة المؤشرات الدولية، تقبع هي الأخرى في مراكز متأخرة عن هذه المؤسسات في مؤشرات الصحافة الدولية. فرغم ارتفاع منسوب النقد وانكماش دائرة المحظور، إلا أن هذا النقد لم يستطع أن يغير شيئا على أرض الواقع. سأعطيك مثالا حيا، حيث ظلت الصحافة تنتقد الخطوط السعودية على نحو متواصل، وعلى مدى عقدين من الزمن وبنبرة متصاعدة في السنوات الأخيرة، حتى أنني أجزم بأن ليس هناك كاتب أو صاحب قلم لم يشارك في هذه الحفلة الجماعية، ومع ذلك، فقد ظلت الأمور تزداد سوءا مع الزمن والإدارة التنفيذية لا تولي اهتماما بهذه الانتقادات حتى وكأنها لا تستحق الرد. هذا معيار هام ليس لدور الصحافة في تشكيل وصناعة الرأي العام، وإنما لدور وأهمية هذا الرأي العام ذاته، ومدى تأثيره الفعلي على صناعة الأحداث في الحياة العامة. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة