توصف الصحافة دوما بأنها السلطة الرابعة، وعلى وجه الخصوص لدى الأمم التي تراكمت لديها سلطاتها الثلاث الأولى.. وبشكل مقنن. وكلما قلت كفاءة هذه السلطات أو بعضها أو اختل توزيع الأدوار كلما كانت السلطة الرابعة أول الضحايا لهذا الاختلال. الصحافة أنبوب اختبار للحريات في أي مجتمع، والحرية هي العدو الأول للفساد، فكلما زادت مساحة الفساد كلما قلت مساحة الصحافة والعكس هو الصحيح. صحافتنا ظلت تنتقد على طول الخط وإن كان نقدا في العموم لكنها لم تكن لتنقد ذاتها إلا فيما ندر. حتى في تصنيفات التحقق من الانتشار والتي تقوم عليها مؤسسات مستقلة فإن نتائجها لم تكن لتطرح أو لتنشر إلا فيما ندر، وإن طرحت فإن الأشياء لا تسمى بأسمائها لأنها تستبطن حساسيات كبيرة. عندما كانت تصنيفات الصحافة العالمية تصدر من لدن منظمة «مراسلون بلا حدود» كانت صحافتنا تقبع في مركز متأخر لا يليق بها ولا بحجم الدولة التي تنتمي إليها وتراتبيتها بين الأمم على أكثر من صعيد، كانت الصحافة تحجم عن طرح هذه التصنيفات كما تفعل مع المؤسسات الوطنية الأخرى كالمطارات مثلا، رغم أن تراتبية هذه المطارات تعد أعلى أحيانا من تراتبية الصحافة. في اختبار أزمة جدة ملأت الصحافة الدنيا بكاء وعويلا وانتحبنا معشر الكتاب مع الناحبين لكن دون تأثير يذكر لأن النقد كان في المطلق. أول أمس كنت أقرأ خبرا عن أحد الذين تقدموا لتسجيل أحد أبنائهم ضمن المفقودين للحصول على قيمة المنحة عندما اكتشفت اللجنة بأنه كان في السجن أساسا، تصوروا حتى اسم هذا الشخص لم تستطع الصحيفة ذكره وفقا للتقاليد الصحفية المتعارف عليها!!. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة