صفق الأمير خالد الفيصل، لتلك الكلمات المتراصة كالبنيان المرصوص التي نثرها الأمير محمد بن سعود بن خالد، حيث حملت في طياتها بعدا جماليا وثقافيا وتصويرا بلاغيا، دفعت الأمير خالد إلى حديث جانبي باسم مع الأمير محمد عقب انتهائه من الكلمة، فيما عمت قاعة الاحتفال صفقة إعجاب حائرة من ضيوف الحفل على تلك الكلمات التي تناثرت كالعقد المنثور في مقر مبنى فرع وزارة الخارجية في مكةالمكرمة. جاء بين ثنايا الكلمة الترحيبية قول الأمير محمد: «في مناسبة للتصوير يتجلى لنا فارس الكلمة والصورة فوق صهوة جناح رؤيته التي نستمد منها نشاطنا هذا في أم المدن مكةالمكرمة، كأني أبدأ الآن بالعنوان لمقال، ويحتاج الموضوع إلى شرح مفصل ومطول لولا أننا مع هذا الفارس كلما أمعنا التأمل اتسعت الرؤية وضاقت العبارة، فلم تعد قادرة على الإمساك إلا بطرف قصير، ولكنني سأحاول البدء بمحاولة بسيطة، فالشعر جوهره وضميره صورة شعرية والفن الفوتوغرافي عماده صورة بصرية، وفارسنا صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل فارس الصورة في الشعر وفارسها في التشكيل وأديبها في البلاغة، إلا أنه اختار أن يكون بجواده المجنح هو الخيال الذي أجاد ترويضه فبدا طوع إشارته دخل على صهوته ملكوت الآخر، ورأى فيه ما لا تراه العيون، وسمع ما لم تسمعه إذن، اختلاط للألوان يتداخل ويمتزج ليصنع تشكيلات باهرة الجمال، وانسجام للأصوات يعزف سيمفونية للخلود، جال بين صور الأصوات وأصوات الألوان بمهارة صياد بارع باهر يتخير صيده الثمين من الصور الهاربة تراها الأذن في قصيدة أو صور أخرى مشدودة إلى سطح اللوحة بألوان ناطقة تسمعها العين. هنا القصيدة لوحة واللوحة قصيدة ولا حاجة إلى نقاط العبور بين حدود الأدب وحدود الفن، فأصبحت العين تسمع والأذن ترى، أريتم ها أنا أستخدم الكلمات، مجرد كلمات وأحملها مسؤولية الإمساك باللون واللحن فتضيق العبارة وتهرب الصورة. وأستسمح ضيوفنا الكرام الترحيب بالأمير المحبوب على تشريفه لنا في هذا المكان دعما منه للحركة الثقافية في هذه المنطقة وكل منطقة كما عهدناه منه، حفظه الله فشكرا له على هذه الإطلالة».