واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس، تشبثه بالمسار الصاعد الذي بني من عند قاع 5817 نقطة، ليسجل قمة جديدة عند خط 6290 نقطة ليغلق على ارتفاع عند خط 6278 نقطة أو ما يعادل 2.74 في المائة، وبحجم سيولة يومية بلغت نحو 5.148 مليار ريال، وكمية أسهم منفذة تجاوزت 268 مليون سهم، جاءت موزعة على أكثر من 118 ألف صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 135 شركة، احتلت أسهم قطاع التأمين صدارة قائمة الشركات الأكثر ارتفاعا، وتراجعت أسعار أسهم أربع شركات وهي الشرقية والغذائية والفنادق وتبوك الزراعية. ومن الناحية الفنية، بالغ المؤشر العام أمس في الصعود، حيث اقترب من تحقيق هدفه الواقع على مشارف خط 6320 نقطة، كما أوضحنا في تحليلات سابقة، وجاء الارتفاع عن طريق سهم سابك الذي شهد في الأيام الماضية عملية مضاربة بحتة، تصارعت عليه قوى بيع وشراء، امتدت من سعر 84 إلى 89 ريالا، وبمساندة سهم الكهرباء الذي هو الآخر شهد عمليات مضاربة حامية، مستفيدا من الأخبار الواردة حول التعرفة، وتوقيع عقد بقيمة 334 مليونا لإنشاء محطة تحويل كهرباء، وكذلك سهم الاتصالات. وجاءت هذه المضاربات على الأسهم القيادية بالتزامن مع الارتفاعات التي شهدتها الأسواق العالمية، وصاحبها زيادة في أحجام السيولة وكمية الأسهم المنفذة كمقارنة بسيولة الأيام الماضية، ليتجاوز المؤشر العام مناطق كان من المفترض أن يشهد هدوءا قبل تجاوزها، ويعطي السيولة الشرائية فرصة للدخول، ولكيلا يتكرر نفس السيناريو الذي سبق للسوق وأن سلكته، عندما اقتصر الارتفاع على الأسهم القيادية مقابل تهميش أسهم الشركات الصغيرة. وافتتحت السوق جلستها اليومية على ارتفاع ككتلة واحدة، وكثير من الأسهم افتتحت على فجوة سعرية إلى أعلى، لتشهد السوق تذبذبا حادا بلغ قوامه أكثر من 180 نقطة، ما يعني أن السوق المحلية استغلت توقف تعاملات الأسواق العالمية بمناسبة الإجازة الأسبوعية، وأجرت عملية مضاربة يومية، كما أشرنا في التحليل اليومي، بهدف تبديل المراكز وترتيب المحفظة من جديد. ومن المتوقع أن تعود السوق غدا إلى مسايرة الأسواق العالمية التي هي الأخرى ما زالت تبحث عن الحلول الجذرية لإنهاء الأزمة، بدلا من الإجراءات الاستثنائية المؤقتة، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الذهب التي تشكل تهديدا لعدم استقرار تلك الأسواق، في حين نجد عدم هدوء سوق العقار المحلية بالشكل الكافي، وتوالي طرح كثير من أسهم الشركات للاكتتاب العام، من الأسباب التي تؤدي إلى عدم استقرار السوق المحلية، إلى جانب ضعف المحفزات التي تصل إلى حد الانعدام للسوق المحلية باستثناء نتائج أرباح الربع الثاني للشركات. إجمالا، إذا كانت السوق أمس نجحت في تحقيق ارتداد، فإنها بالغت في الصعود، ومن المتوقع أن تشهد تراخيا في منتصف جلسة اليوم كعملية جني أرباح يومي، فلذلك ليس من الأفضل مطاردة الأسهم المرتفعة، وأن يكون الدخول على شكل دفعات وفي أسهم معينة، والحذر من الأسهم التي تغلق أقل من ارتفاعها اليومي، وقد جاء الإغلاق في المنطقة الإيجابية على المدى الشهري، وأعلى من خط 6271 نقطة، حيث يحاول حاليا تأسيس نقاط دعم ما بين مستويات 6204 إلى 6222 نقطة، ويعتبر كسر خط 6258 نقطة اليوم بداية عملية جني أرباح يومية، وكسر خط 6204 بداية إيقاف أعمال المضاربات اليومية.