كم هو مؤلم أن تصل بنا مرحلة التقاعس عن إغاثة الملهوف إلى ما وصلت إليه!!، وبخبر إرجاع الدكتور محمد الحربي مدير عام الإدارة العامة للحماية الاجتماعية سبب القصور وعدم الإجابة أحيانا على الرقم 1919 المخصص للبلاغ عن حالات العنف إلى قلة عدد الموظفين والبالغ عددهم ستة على بند الأجور، بعد تفعيل خط استقبال حالات العنف الذي يعمل من الثامنة صباحا وحتى العاشرة مساء. وبعد تجربة اختبار عدد من حضور إحدى الندوات صدقية الرد على الاتصال بالرقم مباشرة أثناء تواجدهم في الندوة لم تتم الإجابة عليهم!! خط الدفاع الأول عن ضحايا العنف غير متوفر وما يفترض فيه أن يكون بريق أمل وجسر عبور إلى بر الأمان خارج نطاق التغطية، لأن موظفيه على بند الأجور، من يدفع الثمن وفي ذمة من تفاقم حوادث العنف الأسري الذي هو في جذره اعتداء ربما يتحول من تعنيف مقدور على احتوائه إلى أقصى درجات العنف المفضي إلى ارتكاب جريمة في حق الضحايا!!. بماذا سيبرر الدكتور الحربي موقف الإدارة العامة للحماية عندما تتصل ضحية يجهز على حياتها ولا تجد من يغيث لأن الموظفين البالغ عددهم ستة على بند الأجور غير متوفرين!!، وماسميت الخطوط الساخنة بهذا المسمى إلا لأنها تعني احتمال أقصى درجات الخطر ويحسب للاتصال بها ألف ألف حساب، وتبني فكرة إدارة الحماية لا يجب أن تتساوى فيه ثنائيات العطاء والتقصير، احتمالات الإنقاذ أو التجاهل، لأنه خط دفاع يجب أن يستقطب إليه من يؤمن بفكرة أن إنقاذ الأرواح حق لا منة فيه من أحد على آخر ولا يحتمل افتراض التواجد للرد من عدمه!!. من المؤلم أن يصل حراكنا والمأمول لجهة تحجيم العنف الأسري أن منظومة الدفاع تعاني الهشاشة والترهل من داخلها وفي أهم وأخطر حلقة من حلقات الربط بين الضحايا وجهات الإنقاذ ولو فتح باب التطوع وبقليل من الأفكار الإدارية المؤنسنة والخلاقة لحدث الفرق وغابت ثقافة تبرير القصور، وتحضرنا منتقلين إلى مرحلة إيجاد الحلول لإدارة الأزمات المماثلة!! أتمنى أن لايواجه 1919 مصير القانون المزمع إقراره للحد من العنف الأسري والذي مازال يدرس في أحد المجالس (الخبراء أو الشورى أو غيره الله أعلم)، أتمنى أن لا يختفي هذا الرقم لأنه ما خرج للضوء إلا بشق الأنفس ومع ما يشوبه من ضعف يجب احتواؤه سريعا والتغلب على هذه الأزمة على الأقل إبراء للذمة وليس لأن للمعنفات والمعنفين قيمة يعتد بها إلى درجة الرد على نداء استغاثتهم!!. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة