ترتكز العلاقات السعودية الأمريكية على أسس متينة وعملية منذ بدايتها، وهي علاقة متشعبة ذات أبعاد استراتيجية، كما أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أرسى قواعد وطيدة في تقوية هذه العلاقة، وفي هذا الصدد وصف السفير الأمريكي لدى الرياض جيمس سميث، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بأنه زعيم سياسي عالمي، يحظى بالاحترام والتقدير في جميع المحافل الدولية، لمبادراته السلمية وجهوده لإحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط. وأفاد في حوار خاص مع «عكاظ»، أن الملك عبدالله والرئيس الأمريكي باراك أوباما، يسعيان حثيثا لتحقيق سلام عادل وشامل لأزمة الشرق الأوسط، وإيجاد دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب بأمن وسلام ورفاهية. وتابع قائلا «إن لدينا شعورا حقيقيا أن الملك عبدالله، لديه التزام جاد لتحقيق السلام في المنطقة»، مؤكدا أن القيادتين في البلدين تبذلان جهودا مضنية وحثيثة للوصول إلى الحلول النهائية لأزمة الشرق الأوسط. وحول رؤية الرئيس الأمريكي حيال السلام في الشرق الأوسط، أشار إلى أن أوباما ما زال ملتزما برؤيته التي طرحها في خطاب القاهرة التاريخي، وتحقيق رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، فضلا عن أهمية وضرورة إيجاد شرق أوسط آمن ومستقر. وهنا أضاف أن قنوات الحوار مفتوحة، ومستمرة بين الإدارة الأمريكية والمملكة، حول آلية الخروج بصيغة سياسية ترضي الأطراف، لافتا إلى أن هناك قضايا أخرى في مجال التعاون لمكافحة الإرهاب، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصا في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. الرياض حريصة على تحقيق الأمن وأكد أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حققت قفزات كبيرة في تكريس السلام وإرساء الأمن في المنطقة، ونشر ثقافة الوسطية والتعايش السلمي في العالم. كما أنها تبوأت مكانة عالمية، أسهمت في مشاركتها ضمن لصناعة القرار السياسي الدولي. مضيفا أن مبادرات الملك عبدالله، ساهمت في إرساء العدل والسلام في العالم، مشيدا بدبلوماسيته الهادئة وسياسته التي اتسمت بالحكمة والشفافية، ما أكسبه احترام وتقدير في جميع المحافل الإقليمية والدولية. وأوضح السفير الأمريكي في حديثه ل«عكاظ» أن العلاقات السعودية الأمريكية تعتبر علاقات استراتيجية، مشيرا إلى أنه مرت على هذه العلاقات المتميزة، خمسة وستون عاما منذ اللقاء التاريخي بين الرئيس روزفلت والملك عبدالعزيز رحمه الله. وأضاف أن الذكرى الخامسة لتولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة، فرصة لاستذكار الإنجازات والمواقف والجهود المخلصة التي قدمها الملك عبدالله لتحقيق الأمن والاستقرار ليس فقط في المنطقة وإنما في العالم. أما فيما يتعلق بالدور الذي تلعبه الرياض لإرساء الأمن في الشرق الأوسط، أوضح أن السياسة التي يتبناها الملك عبدالله تشكل رافداً أساسيا من روافد اتزان السياسة الخارجية للمملكة، وهو ما نقل المملكة إلى مصاف الدول المؤثرة عالميا. المملكة شريك في صناعة القرار الدولي واسترسل جيمس في حديثه قائلا: إن ثمة تنسيقا قائما حول التعاون السعودي الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى وجود تفاهم عالي المستوى بين البلدين لاجتثاث الإرهاب من جذوره مؤكدا في الوقت ذاته على أن هذا التعاون مستمر، وهناك إرادة وحرص لدى الطرفين في تعزيز التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب. نتفهم الإحباط العربي حيال السلام وحول الرؤية الأمريكية الحالية لمستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط، أفصح السفير أن الإدارة الأمريكية تتفهم الإحباط السائد داخل الأوساط العربية، خصوصا بعد حادثة أسطول الحرية، بيد أنه قال «علينا التطلع إلى المستقبل وأن نكون متفائلين وأن نستمر في محاولاتنا في التقريب في وجهات نظر الفلسطينية والإسرائيلية، بهدف دعم المفاوضات غير المباشرة وصولا إلى المفاوضات المباشرة لتحقيق الحلول النهائية». ونوه جيمس، بالجهود المضنية التي بذلها وما زال يبذلها المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الوسط، السيناتور جورج ميتشيل، واصفا إياه بأنه الرجل الأكثر صبرا في العالم. واستذكر جيمس، مقولة السيناتور ميتشيل عندما تحدث عن تجربته في مفاوضات السلام في أيرلندا، عندما قال إنه كان لديه 700 يوم من العمل المضني الفاشل أعقبه يوم واحد من النجاح في إشارة إلى الإرادة والإصرار والحرص الشديد المتوفر لدى السيناتور ميتشيل . المبادرة العريية إيجابية ووصف المبادرة العربية التي طرحها الملك عبدالله بأنها صيغة إيجابية وممتازة من شأنها وضع الأسس القويمة لحل الصراع العربي الإسرائيلي التي توفر الأمن لإسرائيل وتنشئ الدولة للفلسطينيين، مؤكدا على ضرورة تقديم الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تنازلات، مؤكدا على أن استمرار الحوار بين الطرفين سيؤدي في النهاية إلى الحل النهائي الذي ينشده الجميع. وأضاف أن الفلسطينيين يريدون الدولة والإسرائيليون يريدون الأمن وعلى الطرفين الحوار لتحقيق هذا الهدف.