أكد رشاد حسين المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للدول الإسلامية، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس باراك أوباما حريصان على إرساء الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وإيجاد حلول عادلة وشاملة لقضايا الأمة الإسلامية. وأفاد في حوار مع «عكاظ» خلال زيارته لمقر الصحيفة، أن الرياضوواشنطن تعتبران مرتكزين للحوار بين الشرق والغرب، وتسعيان لتعزيز التآلف بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة. وتابع قائلا: إن المملكة باعتبارها رائدة العمل الإسلامي، وأمريكا باعتبارها الدولة المؤثرة في العالم يمكنهما العمل سويا لتخفيف حدة التوتر والعمل على وضع استراتيجيات لاستنباط حلول لأزمات العالم الإسلامي. ووصف الملك عبدالله بأنه زعيم سياسي محنك ذو رؤية استراتيجية حيال تكريس الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. واستهل المبعوث الأمريكي للدول الإسلامية حديثه مقرا أن مبادرة حوار الأديان التي طرحها الملك عبدالله ساهمت في تعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي وفهم ثقافة الآخر والاعتدال وتجذير العلاقة بين الشرق والغرب، مؤكدا أن واشنطن تتمتع بعلاقات جيدة مع العالم الإسلامي وخاصة المملكة. وأشار إلى حرص بلاده على تعزيز وشائجها مع المملكة باعتبارها رائدة في تدعيم العمل الإسلامي المشترك، وتعمل جاهدة على نشر دعائم الأمن والسلام، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، بل في العالم. حل الصراع العربي الإسرائيلي وأكد أن الرئيس باراك أوباما مصمم على حل قضية الصراع العربي الإسرائيلي، والمشكلات العالقة بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة، وإيجاد حلول للأزمات في المنطقة، فضلا عن إعادة بناء الثقة مع الشعوب الإسلامية. وأسهب حسين بأن لدى الرئيس الأمريكي رؤية استراتيجية بعيدة المدى فيما يتعلق بتعزيز الحوار وتعميق التعاون مع العالم الإسلامي، لافتا إلى أن هناك إمكانيات لاستحداث مجالات شراكة وتعاون بين الجانبين في مجالات التعليم، الصحة، حوار الأديان، الاقتصاد، بالإضافة إلى القضايا السياسية الأساسية. بطء السلام لا يعني الفشل وفند رشاد أن عدم حدوث تقدم حقيقي في الصراع العربي الإسرائيلي، رغم المساعي الأمريكية، لا يعني الفشل، مذكرا أن الرئيس أوباما يدرك أهمية الوصول إلى حلول عادلة وشاملة لأزمة الشرق الأوسط، وأرسل مبعوثه للمنطقة جورج ميتشيل لإحياء جهود السلام ودفعها للأمام. وبين أن جهود الإدارة الأمريكية لتحقيق السلام متواصلة ومكثفة خلال الفترة الماضية، مبديا أمله في أن تتطور المفاوضات غير المباشرة إلى مباشرة بين الفلسطينين والإسرائيليين بغية أن يعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الرئيس أوباما ملتزم بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية اللتين ستعيشان بسلام وأمن جنبا إلى جنب. خطاب أوباما خريطة طريق وحول عدم تحقيق أي اختراقات حتى الآن في إيجاد حلول لقضايا العالم الإسلامي رغم الوعود التي وردت في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه في القاهرة، أوضح بالإفصاح: «لا يمكن تحقيق رؤية الرئيس أوباما بين ليلة وضحاها»، مفسرا أن خطاب أوباما الذي ساهم في إعداده يظل خريطة طريق لطبيعة العلاقة المستقبلية مع العالم الإسلامي، والتي سيتم تنفيذها نصا وروحا، خاصة ما يخص العلاقة مع الدول الإسلامية والقضية الفلسطينية، والقيام بدور محايد تجاهها، إضافة إلى التعاون لحل النزاعات وتخفيف حدة التوتر في العالم الإسلامي. وأردف أن أمامنا طريقا طويلا وشاقا، بيد أننا بدأنا الخطوة الأولى، وسنستمر حتى سيتم تحقيق رؤية الرئيس أوباما حيال تعزيز الحوار والعلاقة مع العالم الإسلامي. وأعلى من الأهمية التي توليها الإدراة الأمريكية حيال توطيد علاقتها مع منظمة المؤتمر الإسلامي، موضحا أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمقر المنظمة شكلت نقطة تحول بين المنظمة والإدارة الأمريكية، معقبا بأنه يسعى لفتح قنوات الحوار مع الدول الإسلامية، ليس فقط في مجال النزاعات والقضايا السياسية، بل للتنسيق في المجالات الصحية، التعليمية، الثقافية، والتقنية، فضلا عن تقديم الصورة الصحيحة للإسلام ومواجهة الإسلاموفوبيا. وقال إن خفض التوتر مع الدول الإسلامية وتعزيز الحوار مع الشعوب الإسلامية من الموضوعات المهمة التي حظيت بالاهتمام من قبل الرئيس أوباما، بجانب سد الفجوة بين الغرب والشرق. الإسلام ليس دين الإرهاب وأوضح رشاد قائلا: إن التغيير الحقيقي الذي حدث في السياسة الأمريكية هو اعتراف الرئيس باراك أوباما صراحة بالدور التاريخي الذي لعبه المسلمون في الولاياتالمتحدة والعالم، وإن الإسلام ليس دين الإرهاب، مستدركا: «لايمكن اعتبار ما تقوم به فئة متطرفة بأنه انعكاس لدين الإسلام المتسامح». واستبعد أن يكون هناك ارتفاع في قضية الإسلاموفوبيا في أمريكا، مؤكدا أن المسلمين في أمريكا يقومون بأداء شعائرهم بحرية ولن يتم منع النساء من ارتداء الحجاب في الولاياتالمتحدة. وذكر أن إقامة علاقة راسخة وإيجابية مع العالم الإسلامي من الأهداف الرئيسة لإدارة أوباما، موضحا أن الرئيس الأمريكي يرى أن هذه الشراكة يجب أن تقوم على التفاهم وعلى المصالح المشتركة وعلى الثقة المتبادلة، ولكنه اعترف بأن تغيير المفاهيم يحتاج إلى وقت، معتبرا أن هناك حاجة إلى جهد مشترك لتحسين العلاقات بين الدول الإسلامية والغرب، حين ذكر أنه تم تصحيح الكثير من المفاهيم الأمريكية الخاطئة تجاه المسلمين، لكن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى المسلمين تجاه الولاياتالمتحدة، وهو الأمر الذي يجب تحسينه من خلال الجهد المشترط والتفاهم المتبادل. وقال إن الفرصة السانحة غير مسبوقة من خلال إطار العمل الذي وضع في القاهرة من أجل تحقيق اتصال شامل مع العالم الإسلامي، وعبر عن أمله في تقوية العلاقات مع الدول الإسلامية في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا، مضيفا: «من الواضح أننا لن نتفق على كل القضايا، ومهمتنا سوف تكون هي تعظيم جوانب الاتفاق والنظر في جوانب الاختلاف من أجل الوصول إلى أحسن السياسات». وكان رشاد حسين قد تعرض لانتقاد حاد على المستوى الداخلي لتعليقاته الناقدة عام 2004، لطريقة تعامل إدارة بوش مع المحاكمات الخاصة بالإرهاب. وعين الرئيس الأمريكي باراك أوباما حسين كمبعوث خاص له لدى الدول الإسلامية لطمأنة العالم الإسلامي بعد تصاعد نزعة كراهية الإسلام في الغرب. وخاطب الرئيس الأمريكي منتدى عالمي إسلامي عقد في العاصمة القطرية الدوحة العام الماضي في رسالة فيديو مسجلة بعد إعلانه تعيين حسين بصفته محاميا بارعا وعضوا مقربا وموضع ثقة البيت الأبيض، فقد لعب رشاد دورا رئيسا في تطوير الشراكات التي دعوت إليها في القاهرة. وكان باراك أوباما قد دعا في خطاب تاريخي ألقاه في القاهرة إلى بداية جديدة في العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمسلمين الذين شعر كثيرون منهم أنهم كانوا هدفا للحرب ضد الإرهاب التي أطلقها سلفه الرئيس جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 والحربين في أفغانستان والعراق. وقال أوباما للمسلمين إن المتطرفين الذين يتسمون بالعنف استغلوا التوترات بين المسلمين والغرب، وإن الإسلام ليس جزءا من المشكلة. ولقيت كلمته ترحيبا من كثير من المسلمين، وأن كان البعض قالوا إنهم يريدون منه أن يتحدث عن إجراءات محددة لحل المشاكل المستمرة منذ زمن طويل مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولم يتمكن الرئيس الأمريكي من تحقيق أي اختراق سواء في عملية سلام الشرق الأوسط أو تعزيز العلاقة مع الدول الإسلامية. وفي عام 2008 عين الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أول مبعوث أمريكي إلى منظمة المؤتمر الإسلامي وهو صدى قنبر رجل الأعمال من تكساس.