من حسنات كأس العالم أن السواد الأعظم من الناس والذين يحرصون على متابعة السباق المحموم بين المنتخبات العريقة، والتي تختزن المهارات العالية، والأداء الرائع، خاصة بعد قرب انتهاء المرحلة الأولى، والتي سوف يخرج منها من ذهب لأجل المشاركة فقط، وهذا يعد أكبر الطموح. وأما «الصفوة» سوف يواصلون الركض بكل حماس، وحيوية، وكفاح. والمشاهدات الأولى لحال الفرق المتنافسة، نجد هناك تطورا للقارة الآسيوية ممثلة في اليابان وكوريا الجنوبية، وانحسار واضح للكرة الأفريقية. ولو واصلت مجموعة آسيا بنفس الحماس، فإن هذا مؤشر قوي للتقدم في المرحلة المقبلة، وفي عالم الكرة كل شيء متوقع، والتي يغلب عليها الهوس المحموم. ونأمل للآسيوين التوفيق، وهذا يجعل «الفيفا» تزيد المقاعد لصالح آسيا، ولكن هل هناك لياقة تمكن أبناء قارة آسيا من الشعور بالمسؤولية الكبيرة، ونحن هنا نتكلم بلغة العقل وليس بالعواطف، وكل العوامل مساعدة إذا كان هناك عزيمة وإصرار وتحد مع النفس، ولكن على أرض الواقع سوف تكون معادلة تحتاج إلى عمل، وجهد، ومحاولة انتزاع الخبرة التي يملكها الأوروبيون ومن معهم من منتخبات جنوب أمريكا، مثل: الأرجنتين والبرازيل . وهل تكشف الأيام المقبلة عن مفاجآت من العيار «الثقيل». ومن المكاسب لهذه المسابقة الدولية، أن العالم العربي وبالذات في الخليج سوف يواصل أياما «ممتعة» بعيدا عن التصريحات التي كانت تشنف الآذان، و الابتعاد ولو لفترة محدودة عن الاتهامات والمشاكل «المصطنعة» ضد الحكام، أو لجان الانضباط، والمنشطات، وأصحاب التصاريح الرنانة، والباحثين عن الإعلام والتلميع والجري خلف الشهرة من أوسع أبوابها ولا يهمهم إلا أنفسهم، ومصالح أنديتهم، وبعدهم «الطوفان». وميثاق الشرف يعتبر حاليا في «هدنة» محدودة، والقنوات الرياضية الموجهة والتي تذر الرماد بواسطة أشخاص «ركبوا الموجة» وأصبحوا «منظرين» وذلك من أجل ضرب المعنيين بعضهم ببعض، والغالبية منهم لا تعرف بأنه مضلل بجهل من أجل الكسب المادي والظهور الإعلامي، عندهم استعداد أن يعملوا أي شيء حتى ولو كان ميولهم واضحا ومكشوفا ولم يعد لديهم احترام وتقدير لمشاعر المشاهد وهذا في حد ذاته منتهى الأنانية وحب الذات، وفي الأخير «لا يصح إلا الصحيح». * خلف الكواليس: من حسن حظ الأندية المحلية أن الكل مشغول ببطولة العالم لكرة القدم، ويمكن للغالبية أن يعملوا ما يريدونه من إبرام الصفقات على نار هادئة، ومحاولة عمل «الكباري» وقطع الطريق من أجل كسب النجوم، أو ترشيح الأسماء في مجالس الأندية سواء من الأصدقاء المقربين أو من المحسوبين، والذين يسيرون تحت «مظلتهم» ولا يشكلون لهم مشاكل أو قلق. والعمل في الظلام هو من أساليب «الخفافيش»، وعليهم أن يتقوا الله في الأمانة التي يحملونها، لأن العمل خلف الكواليس لا يصمد في مواجهة التيارات. ملاحظة: المسؤولية لا تطلب، ولكن تعطى لمستحقها. [email protected]