الألوان والفرشاة كانت سر كثير من الفنانين في ضروب وعوالم الفن المختلفة، انطلق منها كثيرون إلى عالم وفن الدراما بعد أن تركوا الألوان جانبا؛ من هؤلاء الرائد الجميل في فنه، الذي فقدته الساحة الفنية البارحة، نجم الكوميديا المحلية عبد العزيز الحماد، الذي تعامل مع الفن كوسيلة مفعمة بالجمال واعتبره الوشيجة الأنعم والأجمل للتعامل مع جمهوره ومحبيه. وكان لمدارس الفن التشكيلي العالمية التأثير على نفس وروح الفنان في دواخله. الحماد فنان استطاعت الألوان الساكنة في دواخله أن تجعله يتفرغ للإبداع أكثر، فكان من نوادر أسمائنا الجميلة في عالم الفن الذين تفرغوا لعملهم دون الدخول في جدليات الزمالة ومشوار التصادمات التي بلا شك لا تعدو كونها عنصر تعطيل لمسيرة المبدعين، وهي فخ للأسف وقع فيه كثيرون وتجنبه الحماد الذي عمل طوال عمره بين الإذاعة والتلفزيون والكتابة والعمل من أجل النهوض بفن الدراما العربية والسعودية على وجه الخصوص، كما أن الحماد تعامل مع فن الدراما بشقيه (الكوميديا) وهي لعبته الأساسية إلى جانب بعض أعماله في (التراجيديا) التي فقد نصفه الآخر فيها قبل سنوات محمد العلي -رحمه الله- ثم إن ما يشار إليه عن فناننا الراحل الكبير أنه واحد من الأسماء التي سعى إليها التكريم بين الحين والآخر دون أن يطالب به يوما ما.. أخيرا، بفقد الحماد نكون قد فقدنا أحد فنانينا المثقفين، ذاك لارتباطه الكبير مع أسرة زوجته الإعلامية سلوى شاكر (آل شاكر) والمشهود لأبنائها بمساهمتهم الكبيرة في الحياة الثقافية والإعلامية في المملكة.. رحم الله الحماد وأسكنه فسيح جناته.