عقب ستة أشهر من الانتظار، ظل خلالها العريف مظلي علي الكعبي ينتظر مولوده البكر الذي كان يتمناه ذكرا، لا لتفضيله جنسا على آخر، إنما هي حكاية وفاء كتبتها الأيام، وأراد أن تعيد صرخة البراءة مشاهد فصول البداية والنهاية مع شهيد وطن، استقبل الكعبي مولوده الذي أسماه دون تردد «يزيد»، تيمنا بصديقه الشهيد النقيب مظلي يزيد المطلق. وفي ذات المساء الذي قدم فيه «يزيد المولود»، تجاذبت علي الكعبي مشاعر الفرح والحزن، فرح ب «يزيد» القادم، وحزنا على فراق «يزيد» الراحل، بيد أنه استجمع قواه، وحمل صغيره مكفكفا دموعه، قبل أن يطلق عبارة «يزيد ما زال حيا». وكان العريف الكعبي والنقيب المطلق اجتمعا قبل ثلاثة أعوام خلت في القوات المسلحة، حينما تعرفا على بعضهما في وحدة المظليات والقوات الخاصة في تبوك، وشاركا سويا في تدريبات عسكرية، وسط ظروف مناخية قاسية، وتضاريس جغرافية صعبة، فرضتها مهمة وطبيعة عملهما، قبل أن يفارقه يزيد المطلق مستشهدا في معركة الدفاع عن الوطن في الشريط الحدودي الجنوبي للمملكة. وأوضح ل «عكاظ» علي الكعبي أنه أسمى ابنه الأول باسم شهيد الواجب والوطن يزيد المطلق، نظير أخلاق الأخير مع زملائه كافة، قربه منهم، شجاعته في ساحة المعركة، وحبه وتضحيته في سبيل وطنه وأمته، مستدركا: «ما فعلته جزء من الوفاء لشهيد شجاع، وصديق شهم».