في الثاني عشر من ذي الحجة الجاري كان الجندي الشهيد حسن بن مهدي الكعبي 30 عاما على موعد سعيد استعد له كثيرا هو إكمال نصف دينه من كريمة إحدى الأسر في منطقة تبوك، إلا أن رصاصة الغدر وتلبية نداء الواجب حالتا دون ذلك. ورغم صدمة الموقف وهول المفاجأة التي ألمت بعائلة مهدي بن مهدي الكعبي إثر تلقيها خبر استشهاد ابنها في جبل الرميح برصاصة غادرة من بندقية قناص متسلل، إلا أنها احتسبت البطل عند ربه شهيدا وأنها تستحق التهنئة وليس العزاء. «عكاظ» زارت منزل أسرة الشهيد وقدمت واجب العزاء في شهيد الواجب، والتقت أفراد الأسرة الذين أبدوا فخرهم واعتزازهم لما قدمه ابنهم حسن في أرض الشرف والبطولة رغم المصاب الجلل. وقال رحيمه، علي مهدي الكعبي «نحن في هذه الحالة نستحق التهنئة بدلا من العزاء» وأضاف قائلا: «تلقيت النبأ عن طريق اتصال هاتفي وردني من أحد زملاء الشهيد في أعلى جبل الرميح يفيد باستشهاد حسن، حيث أفادنا صاحب الاتصال أن زميلا آخر له يدعى جبران العشاشي لقنه الشهادة قبل أن يفارق الحياة متأثرا بإصابته». أما شقيق الشهيد عبدالرحمن الذي يعمل في إدارة تعليم الرياض فيقول: «تلقيت خبر استشهاد شقيقي من والدتي التي اتصلت بي وهي تجهش بالبكاء ولا تنطق سوى باسم حسن، عندها راودني الشك واتصلت برحيمي علي الذي أبلغني بالخبر، ومن فوري اتجهت من الرياض إلى تبوك لاستقبال جثمان الشهيد ودفنه، ومشاركة العائلة هذا المصاب الجلل». وأضاف «عزاؤنا الوحيد أنه توفي في أرض الأبطال وكان مقبلا غير مدبر»، موضحا أن آخر اتصال بالشهيد كان قبل ثلاثة أيام من استشهاده. رحيمه أحمد إسماعيل الذي كان هو الآخر متواجدا في المعركة، وكذلك ابن عمته علي حسن الكعبي، والذي كان في مهمة عمل بالحج صعقا بالخبر وقالا «عزاؤنا الوحيد هو أنه توفي بأرض المعركة شهيدا»، فيما أكدت والدة وزوجة الشهيد فخرهما بحسن حيا أو ميتا وأنهما احتسبتاه عند ربه شهيدا. يذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز آل سعود قائد سلاح المظلات والقوات الخاصة أجرى اتصالا بعائلة الشهيد معزيا في فقيدهم البطل.