على هامش مونديال جنوب أفريقيا، قامت حرب كلامية بين مارادونا (الأرجنتين) وبيليه (البرازيل).. وهما أسطورتان كرويتان، كل منهما كان شاغل الناس في زمنه. ولم يكن بالإمكان قيام هذه الحروب الكلامية لولا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) منح بيليه جائزة «لاعب الألفية»، منحيا اللاعب الأسطورة مارادونا عن هذا اللقب بسبب سلوكياته الشخصية.. مما أبقى (لحمة نية) في بطن مارادونا لم يستطع هضمها أبدا، حيث يرى أن (الملك) خطف منه لقبا هو أحق به. وما قاله مارادونا، عقب فوز فريقه على كوريا الشمالية: «عندما وقعت كارثة منتخب توغو قبل انطلاق بطولة كأس أمم أفريقيا قال سيد أسمر كان يرتدي القميص رقم عشرة (في إشارة إلى بيليه) إن المونديال لن يلعب في جنوب أفريقيا، أنا على العكس قلت إن كأس العالم ستنظم في جنوب أفريقيا». ولم يسكت بيليه عن هذه الإشارة، حيث قال إن مارادونا أفلس ولذلك اتجه إلى التدريب، مستغربا مواصلة مارادونا الحديث عنه قائلا: «لا أعرف لماذا يتكلم عني كثيرا عليه أن يحبني». وبين الحب والشعور بالظلم مسافة طويلة لا يمكن تجسيرها لمجرد رغبة طرف حظى بكل شيء وطرف خسر كل شيء أن يمنح الخاسر الحب لمن يرى فيه أنه انتزع منه وهج التاريخ. ويبدو أن الذاكرة الجمعية مصابة بعظمة الفرد، ولا تؤمن أن النجاح قمة تستوعب الكثيرين؛ لذلك تأتي الجوائز لتنصيب فرد واحد على مجموع، ومن هنا تنشأ الأحقاد والضغائن. والذاكرة الجمعية لم تتخلص من القائد الفرد أو من أدوات التفضيل مع اختلاف الأماكن، كما أنها لم تتخلص من التميز العنصري، فمارادونا أشار إلى بشرة بيليه، وبيليه لم يتخلص من وطأة التاريخ من احتقار لونه، ولذلك قال إن كأس العالم لن تقام في جنوب أفريقيا. الذي أود قوله من هذه المقاربة البسيطة أن العالم لم يتخلص من أمراض سلوكية عاشت في زمن بعيد، إلا أنها ما زالت متواجدة بيننا نخفيها في حالة السكون، وبمجرد أي هبوب تنفجر في وجوهنا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة