كلنا يتعامل يوميا مع الأوراق النقدية، ولا يقتصر هذا التعامل على الكبار بل يمتد إلى الصغار الذين يتسلمون يوميا من آبائهم النقود أثناء ذهابهم إلى المدارس. ورغم هذا التعامل اليومي مع هذه الأوراق عبر الأيادي التي منها ما هو معقم أو ملطخ بالبكتيريا، إلا أن البحث الذي أجرته الطالبة سلمى بخش من قسم تقنية المختبرات الطبية في كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وقدمته في الملتقى السادس لطلاب كلية العلوم الطبية التطبيقية، الذي نظمته كلية العلوم الطبية التطبيقية أخيرا في الجامعة تناول موضوعا حيويا ومهما وهو تلوث الأوراق النقدية المتداولة. فقد أجرت الطالبة سلمى بخش دراسة بحثية معملية عن التلوث البكتيري الموجود في الأوراق المالية المتداولة ومقارنة ذلك مع الأوراق المالية الجديدة. ولفتت الباحثة من خلال هذه الدراسة إلى الدور المهم الذي تلعبه الأوراق المالية المتداولة في نقل العدوى بين متداوليها، فعند اختبار الأوراق المالية الصادرة فور صدورها وقبل تداولها اتضح أنها لا تحمل أية بكتيريا ضارة يمكن أن تنقل العدوى إلى متداوليها، بينما 88 في المائة من الأوراق المالية المتداولة والتي تم اختبارها حملت معها العديد من أنواع البكتيريا الضارة. وفي أكثر من 40 في المائة من الحالات تم اكتشاف البكتيريا العنقودية على الأوراق المالية، بينما تم عزل بكتيريا سودوموناس والتي تسبب العديد من الأمراض الالتهابية من 4 في المائة من الحالات، كما تم عزل البكتيريا المسببة للالتهابات المعوية والإسهال من حوالي 18 في المائة من الأوراق المالية. وأوصت على ضرورة الاهتمام بوسائل السلامة الصحية والبيئية واتخاذ الإجراءات الاحترازية عند حمل النقود وتداولها، وضرورة الاهتمام بنظافة الأيدي قبل تناول الأكل وبعد تداول الأوراق المالية، ونصحت الباحثة بضرورة تعقيم الأوراق المالية المودعة لدى البنوك المحلية باستخدام طرق التعقيم المعروفة عالميا مثل تعريضها للأشعة فوق البنفسجية. وعبر «عكاظ» أقدر جهود الباحثة في إنجاز هذه الدراسة المهمة، لأنها تتعلق بأمر يتداوله بشكل يومي ليس سكان المملكة فحسب بل العالم بأكمله، ويبقى أمامنا التقيد بالتوصيات التي منها ما يخص البنوك والأخرى التي تخصنا كبشر. * مدير عام حماية البيئة الأسبق في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة