بدأت قرغيزستان أمس ثلاثة أيام من الحداد الوطني على ضحايا العنف الإثني الذي أوقع 180 قتيلا تقريبا فيما يتوقع وصول موفد أمريكي إلى المنطقة لمعالجة الأزمة الإنسانية المتدهورة. واستقبلت أوزبكستان المجاورة أكثر من 75 ألف لاجئ من أعمال العنف بين أوزبك وقرغيزيين، إلا أنها لم تعد تسمح سوى بدخول المرضى والمصابين تاركة آلاف النازحين عالقين على الحدود. وأعلن مسؤولون محليون أن طائرة تنقل أولى المساعدات الأجنبية إلى اللاجئين وصلت إلى مدينة أنديجان (شرق قرغيزستان). وساد هدوء قلق أمس في مدينتي أوش وجلال أباد (جنوب) حيث أدت المعارك إلى هدم مناطق عدة بالكامل، إلا أن قصفا مدفعيا سمع ليلا في أوش. واصطف سكان أوش القلقون من انقطاع مواد غذائية ومياه الشرب أمام المتاجر التي شهدت أيضا حراسة من قبل الجيش. ونكست الأعلام في البلاد وألغت السلطات البرامج الترفيهية على التلفزيون الوطني، وتستعد العاصمة بشكيك لمراسم تشييع العديد من رجال الشرطة الذي قتلوا في المواجهات. وفي نهاية الأسبوع الماضي، تفجر التوتر الإثني في جنوب قرغيزستان إلى معارك دامية وأدى إلى نزوح عشرات آلاف الأوزبك الذين اتهموا القوات الحكومية بمساعدات عصابات من القرغيزيين في أعمال العنف. وزار الدبلوماسي الأمريكي الرفيع المستوى روبرت بليك طشقند عاصمة أوزبكستان المجاورة أمس ثم وادي فرغانة على الحدود بين قرغيزستان وأوزبسكتان. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كرولي أن بليك «سيطلع بنفسه على الوضع الراهن الذي يشمل عبور آلاف الأشخاص الحدود بين قرغيزستان وأوزبكستان وتقييم الوضع الإنساني مباشرة هناك». وأضاف كرولي أن بليك «سيكون في بشكيك الجمعة والسبت لإجراء محادثات مباشرة مع الحكومة القرغيزية». وحثت منظمة العفو الدولية كل الدول المجاورة لقرغيزستان على فتح حدودها للاجئين معتبرة أن هناك حاجة «ملحة» لتأمين مساعدات إنسانية. وأعلنت السلطات في أوش وجلال أباد أنها ستبدأ بجمع الأسلحة من السكان محذرة من أنها ستصادرها بالقوة إذا لم يتنازل عنها السكان طوعا. وأشارت الحصيلة الأخيرة إلى سقوط 179 قتيلا على الأقل وإصابة ألفين تقريبا بجروح في مواجهات إثنية في جنوب البلاد.