قالت رئيسة الحكومة المؤقتة في قرغيزستان روزا أوتونباييفا للصحفيين امس إن الاشتباكات العرقية في جنوب البلاد لن تؤثر على استفتاء بشأن الدستور الجديد في البلاد المقرر أن يجرى في 27 حزيران/يونيو المقبل. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن أوتونباييفا قولها إن "الحكومة المؤقتة تعمل، ولجنة الانتخابات المركزية تعمل. وسنبذل ما بوسعنا لمنع أي شخص من عرقلة تقدمنا. نحتاج إلى كسر الجمود في البلاد". وتابعت أن حالة طوارئ أعلنت في العديد من المناطق لكنها قالت "سنتخذ إجراءات فعالة لاعادة السيطرة على الوضع". وأضافت "يجب أن يكون لبلدنا مستقبل". وقالت اوتونباييفا ان منظمة معاهدة الامن الجماعي التي تقودها روسيا لا تعتزم ارسال قوات حفظ سلام الى بلادها لوقف العنف العرقي. وقالت ان المنظمة ترى حتى الان ان "ارسال قوات لحفظ السلام غير ملائم" مشيرة الى المحادثات التي أجراها امس مسؤولو منظمة معاهدة الامن الجماعي التي تضم جمهوريات سوفيتية سابقة. وبدأ الوضع يستقر الثلاثاء في جنوب قرغيزستان الذي يشهد اعمال عنف اتنية اوقعت 170 قتيلا، لكن الازمة الانسانية في اوزبكستان تثير قلقا بعد تدفق عشرات الاف اللاجئين الى هذه الدولة المجاورة في آسيا الوسطى. ووصل اكثر من مئة الف لاجئ من اقلية الاوزبك غالبيتهم من النساء الى اوزبكستان المجاورة منذ بدء اعمال العنف الجمعة في جنوب هذه الجمهورية الصغيرة الواقعة في آسيا الوسطى والتي اسفرت عن مقتل 170 شخصا خلال خمسة ايام واصابة 1762 شخصا كما اعلنت وزارة الصحة القرغيزية. غير ان هذه الحصيلة الرسمية المؤقتة مرشحة للارتفاع اكثر بكثير. وبسبب عدم قدرتها على استيعاب اعداد اضافية، اغلقت اوزبكستان حدودها مع قرغيزستان فيما بدأت المجموعة الدولية تحشد صفوفها في محاولة لاحلال السلام وتقديم المساعدة الانسانية. وعلى صعيد اعمال العنف، اعلن المسؤول في وزارة الداخلية القرغيزية اموربك سوفانالييف ان "الوضع بدأ يستقر ببطء في جنوب" قرغيزستان حيث اندلعت المواجهات ليل 10 -11 حزيران/يونيو. واضاف "الليلة الماضية كانت هادئة نسبيا في المنطقة مقارنة مع الليلة التي سبقتها. ويتولى العديد من عناصر الامن ضمان الامن ومرور القوافل الانسانية". وتابع ان "المشكلة الكبرى تبقى سريان شائعات استفزازية في صفوف السكان تخلق الذعر وتؤجج التوترات". وسمع دوي بضع طلقات نارية متفرقة ليل الاثنين الثلاثاء في اوش مقارنة مع ازيز رصاص لم يتوقف خلال الايام السابقة. وجرت اعمال العنف بين القرغيز والاقلية الاوزبكية في مدينتي اوش وجلال اباد في جنوب البلاد بشكل خاص. عائلة باكستانية - أوزبكية لدى وصولها إلى روالبندي هرباً من أعمال العنف والثلاثاء قال مراسل وكالة فرانس برس انه لم يسجل اي تواجد عسكري او انتشار للشرطة في الاحياء الاوزبكية في اوش. وما يدل على تحسن الوضع، التقت مجموعتان تضمان عشرين شخصا من القرغيز والاوزبكيين الثلاثاء في المنطقة الفاصلة على الحدود بين البلدين لتبادل سريعا ما اسماه السكان المحليون "الاسرى" كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وبعد دقائق خرجت مجموعة اخرى تضم حوالي عشرة رجال اوزبكيين احدهم مصاب بذراعه من حي يسكنه قرغيزيون قبل ان تستقل حافلة في اتجاه حي اوزبكي. وقال شهود اوزبكيون ان هؤلاء الرجال كانوا "رهائن" افرج عنهم قرغيزيون. وروى العديد من الاوزبك الذين لجأوا الى اوزبكستان المجاورة لوكالة فرانس برس انهم رأوا جثثا متناثرة على قارعة الطريق المؤدية الى الحدود بين البلدين وان هناك جثثا اخرى على الطرقات في اوش. وقالت امرأة عجوز تدعى مارهابو فرت من المعارك وتقيم في احد المخيمات، لوكالة فرانس برس انه "على الطريق باتجاه الحدود، كانت جثث النساء المتفحمة تنتشر في كل مكان، ومصفحات لنقل الجند تطلق النار علينا". واكد آخرون ان الجرحى الاوزبك يخشون الذهاب الى المستشفيات في قرغيزستان. وقال لاجئ اوزبكي يدعى عصام الدين قطبدينوف (27 عاما) "يرفضون ادخالنا المستشفيات ويقولون انها مخصصة للقرغيز فقط". من جهة اخرى اعلن مسؤول قرغيزي ان ماكسيم باكييف نجل الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف والملاحق من قبل الانتربول اوقف فور وصوله الى بريطانيا. وقد فر باكييف بعد الانتفاضة الشعبية التي وقعت في نيسان/ابريل واسفرت عن مقتل 87 شخصا وتسببت بسقوط نظام والده الذي لجأ الى بيلاروسيا. وتتهم السلطات الجديدة ماكسيم باكييف بالفساد والمشاركة في تنظيم اعمال العنف التي شهدتها قرغيزستان منذ سقوط النظام السابق. وأفادت صحيفة "الصن" الثلاثاء أن ماكسيم طلب اللجوء السياسي. وقالت الصحيفة إن مكسيم الملقّب ب"الأمير"، والبالغ من العمر 33 عاماً، وصل إلى بريطانيا على متن طائرة خاصة وطلب الحصول على اللجوء السياسي فيها، اثر هروبه من قرغيزستان. ونسبت الصن إلى مصدر في الحكومة البريطانية قوله "إن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن يتم توضيح وضعه". وفي نيويورك دعا مجلس الامن الدولي الى عودة "دولة القانون" في قرغيزستان فيما وصفت روسيا الوضع بانه "لا يحتمل". في هذا الوقت بدأت عدة دول اسيوية الثلاثاء اجلاء رعاياها من قرغيزستان. واستأجرت الصين والهند وباكستان وكوريا الجنوبية طائرات لمساعدة رعاياها العالقين في هذه الجمهورية. من جهتها اعلنت باكستان انها اجلت 134 من رعاياها جوا وسترسل طائرة عسكرية اخرى لاعادة اعداد اضافية. وتم اجلاء حوالي 116 هنديا غالبيتهم من الطلاب من اوش وجلال اباد الى العاصمة بشكيك وسينقلون الى الهند في الايام المقبلة. واعلنت سيئول انها اجلت الاثنين 74 من رعاياها من اوش. وهناك حوالي مئة ياباني في بشكيك ومن غير المتوقع حصول اي عملية اجلاء بحسب طوكيو. بدورها اجلت تركيا 150 من رعاياها من قرغيزستان وتعتزم ارسال طائرة اخرى لنقل عدد اضافي من المواطنين الاتراك. الى ذلك أعربت منظمة الامن والتعاون في أوروبا عن قلقها من العنف العرقي في قرغيزستان خلال اجتماع طارئ عقدته الثلاثاء المنظمة المعنية بالامن وحقوق الانسان وأبدت استعدادها لتقديم المساعدة لاعادة النظام للدولة الواقعة في آسيا الوسطى. وقالت المنظمة ان الدول بحاجة الى التحرك فورا لوقف العنف ودعت الدول الى ارسال معونات انسانية. كما حذر مكتب الاممالمتحدة لحقوق الانسان امس من ان العنف في قرغيزستان بدأ فيما يبدو بخمس هجمات منسقة وأخذ طابعا عرقيا يمكن ان يخرج عن نطاق السيطرة. وصرح روبرت كولفيل المتحدث باسم نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان بأن مكتبها جمع روايات شهود من بينهم موظفون بالمنظمة الدولية في جلال اباد واوش. وقال كولفيل في افادة صحفية في جنيف "لدينا مؤشرات قوية على ان هذه الاحداث لم تكن اشتباكات عرقية عفوية وانها كانت الى حد ما منسقة ذات أهداف وخطط لها بشكل جيد". سيدة أوزبكية تبكي لدى مغادرتها مدينة أوش هرباً من أعمال العنف التي طالت عرقية الأوزبك في قرغيزستان (أ ف ب)