بشكيك، موسكو - أ ف ب، رويترز - عبأت قرغيزستان امس، جيشها وسمحت لقواتها بإطلاق النار من دون انذار مسبق في جنوب البلاد، بهدف احتواء اعمال العنف الاتنية التي اوقعت ما لا يقل عن 97 قتيلا و1200 جريح منذ اندلاعها الجمعة. كما سجل نزوح 32 ألف بالغ ومعهم آلاف الأطفال الى أوزبكستان المجاورة. ورفضت موسكو تلبية طلب بشكيك ارسال قوات ومساعدات عسكرية، وقررت روسيا ارسال تعزيزات لحماية قاعدتها قرب بشكيك. واعلنت وزارة الدفاع القرغيزية تعبئة الاحتياط في الجيش ممن تراوح اعمارهم بين 18 و50 سنة. كما فرضت الحكومة الانتقالية حظراً للتجول على مدار الساعة في اوش القريبة من جلال آباد، عاصمة الجنوب وثاني مدن البلاد وفي منطقتين مجاورتين، بعدما كان هذا التدبير سارياً خلال الليل فقط. كذلك قررت الحكومة توسيع حال الطوارئ لتشمل كل منطقة جلال اباد حيث انتشرت السبت اعمال العنف بين الاوزبك والقرغيز. وافاد شهود ان الوضع في اوش ما زال بعيداً عن التهدئة واشاروا الى حصيلة اكبر بكثير من تلك التي اعلنتها السلطات. وقال احد سكان اوش: «لا يسمحوا لنا بانتشال الجثث من الشوارع. السلطات تخفي فداحة المأساة والحقيقة. وسط المدينة يخضع لسيطرة مسلحين مسعورين». واعلن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي أن طالباً باكستانيا قتل ووردت أنباء عن خطف حوالى 15 آخرين كرهائن في أوش. وقال قرشي: «أولويتنا هي ضمان سلامة أخواننا الذين تقطعت بهم السبل هناك. نحاول الاتصال بسلطات قرغيزستان». وفي جلال اباد صرحت ممثلة وسيط الجمهورية لحقوق الانسان عليمة امانوفا بان حوالى الفي شخص بعضهم مسلحون تجمعوا في ميدان الخيل في المدينة. وقالت إن «بينهم كثيراً من الاستفزازيين. ولا حضور للسلطات». ونفى الرئيس المخلوع كرمان بك باكاييف ضلوعه في موجة العنف العرقي. وقال في بيان إن الحكومة الموقتة التي حلت محله بعد انتفاضة في نيسان (أبريل) الماضي، أثبتت أنها غير قادرة على إخماد الاضطرابات. ودعا المجتمع الدولي ومعه المنظمات غير الحكومية، الى الهدوء في وقت هرب آلاف اللاجئين خوفاً من المواجهات وتجمعوا على الحدود مع اوزبكستان القريبة من منطقة العنف. واعلنت وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان «الولاياتالمتحدة تراقب عن كثب الوضع في جمهورية قرغيزستان وتدعو الى عودة سريعة للسلام والأمن العام في مدينة اوش حيث تجري اعمال عنف اتنية». واستقرار الوضع في قرغيزستان، امر اساسي بالنسبة الى الولاياتالمتحدة التي تملك قاعدة عسكرية مهمة لقواتها المنتشرة في افغانستان. ودعت منظمة العفو الدولية الحكومة لحماية «جميع المواطنين في قرغيزستان وخصوصاً ذوي الاصول الاوزبكية التي تستهدفهم اعمال العنف». ودعت المنظمة اوزبكستان لفتح حدودها من اجل استقبال اللاجئين المقدر عددهم بين 2000 و6000 فيما عبرت طشقند السبت، عن «قلقها البالغ». ورات سيفيرين شاباز المسؤولة الثانية في اللجنة الدولية للصليب الاحمر في قرغيزستان ان «الامور تذهب من سيّئ الى اسوأ». اما روسيا التي تملك ايضا قاعدة عسكرية في قرغيزستان، فاعلنت السبت ارسال مساعدة انسانية، رافضة طلباً قرغيزستانيا ارسال قوات ومساعدات عسكرية. واعتبر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ان «الامر يتعلق بنزاع داخلي وروسيا لا ترى في الوقت الحاضر الظروف (مواتية) لتلبية قرار الحكومة الموقتة» في قرغيزستان، كما صرحت الناطقة باسمه. وتوجهت طائرة مجهزة بالمعدات الطبية تابعة لوزارة الاوضاع الطارئة الروسية مع عشرة اطباء على متنها الى قرغيزستان. الى ذلك وجهت منظمة المؤتمر الاسلامي على لسان امينها العام اكمل الدين احسان اوغلو دعوة «للعودة الى الهدوء والوضع الطبيعي في قرغيزستان». وقد بدأت اعمال العنف في اوش ليل الخميس - الجمعة إثر مشادات بين اوزبك وقرغيز ادت الى تدهور الوضع. وتعد هذه المواجهات الأكثر عنفاً منذ انتفاضة نيسان الماضي التي اسفرت عن سقوط 87 قتيلا وادت الى سقوط نظام الرئيس باكاييف. وكانت اعمال عنف دموية جرت في ايار (مايو) الماضي، في منطقة جلال اباد معقل الرئيس المخلوع. وتجدر الاشارة الى ان العلاقات بين الاقلية الاوزبكية (15 الى 20 في المئة من السكان في قرغيزستان) والقرغيز متوترة تاريخياً لاسيما بسبب التفاوت الاقتصادي الذي يخيب امال الاوزبك بشكل خاص. كما تنشط في هذه المنطقة عصابات مافيا نافذة.