قرر مستوطنو أفرات جنوبي بيت لحم، إضافة مادة اللغة العربية إلى مناهج التعليم، ليس فقط في الصفوف المتوسطة والثانوية كما يستوجب القانون الإسرائيلي، وإنما إلزام طلاب المدارس الإعدادية تعلم اللغة العربية بهدف تمكين ثلاثة آلاف طالب هم مجموع طلاب المستوطنة من التحدث مع جيرانهم العرب بلغتهم وفقا لتوصيف صحيفة «معاريف» الناطقة بالعبرية. وقضت الفكرة الأولى باستقدام مدرسين للغة العربية من الفلسطينيين ساكني القرى المجاورة للمستوطنة. وتوجه مجلس المستوطنة سراً إلى وسطاء عرب لتجنيد مدرسين فلسطينيين، إلا أن الرفض المطلق كان من نصيب المبادرة. وقال رئيس مجلس المستوطنة عوديت رفيف: «ننوي توسيع دائرة المتحدثين باللغه العربية باعتبارها لغه مهمة على الطلاب اكتسابها لظروف موضوعيه وطبيعة المنطقة التي يعيشون فيها». وأضاف عوديت: «كنا على اتصال مباشر مع رؤساء القرى الفلسطينية، إلا أنهم لم يتعاونوا معنا رغم ترحيبهم بفكرة تعليم اللغة العربية لكنهم خافوا من التعاون العلني معنا». في إسرائيل واقعا، نجد اللغة العربية كلغة ثانية في البلاد، ولكن الواقع يسجل غير ذلك. فهل فرضت العربية كلغة أساس على الطلاب اليهود، هل تقبل الرسائل للمؤسسات الحكومية باللغة العربية، وهل ترسل فواتير الكهرباء والهاتف باللغة العربية، هل تكتب أسماء القرى والمدن والمستوطنات باللغة العربية دائماً؟ كل الأجوبة تفصح بلا ضخمة. إن بعض المؤسسات التجارية والحكومية تكتب في أغلب الأحيان باللغة العبرية والإنجليزية وأحياناً بالروسية، التي رفض البرلمان الإسرائيلي مشروع اقتراح لتحويلها إلى لغة رسمية خوفاً من أن يصبح للروس قومية غير يهودية. ويتعلم الكثير من اليهود اللغة العربية، ولكن ليس لهدف التقرب من العرب أو حبا باللغة الراقية، إنما لخدمة جهاز المخابرات ومراقبة المنشورات الصادرة باللغة العربية في العالم العربي. ويحدث هذا بشكل خاص، لأن عدد اليهود الذين يلمون باللغة العربية، وخاصة أولئك الذين قدموا من الدول العربية في تناقص مستمر. إن كانت إسرائيل تريد العيش في نعيم السلام الحقيقي فالخطوة الأولى هي التعامل مع اللغة العربية، اللغة الأولى في الشرق الأوسط، لغة الصحافة ووسائل الإعلام، لغة التجارة ولغة الحوار. يجب أن يتعلم الطلاب اليهود اللغة العربية في المدارس والجامعات، على الأقل من أجل مسح صورة العربي المشوهة التي تلقنوها في البيت وعبر وسائل الإعلام والكتب المبتورة القيم والرائدة في التزوير.