دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مناسبات عدة أخيراً إلى طرح مبادرة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين بهدف إخراج إسرائيل من عزلتها وتحسين علاقتها مع الإدارة الأمريكية. ونقلت صحيفة هآرتس أمس عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنه خلال اجتماعات هيئة «السباعية» الوزارية ومداولات بشأن تشكيل لجنة تقصي الحقائق في أحداث «أسطول الحرية» تحدث باراك مطولا عن المس الخطير بمكانة إسرائيل الدولية. وذكر باراك خلال هذه المداولات أن «الاحتشاد الدولي» حول إسرائيل في أعقاب أحداث «أسطول الحرية» يبرز الحاجة إلى ترميم العلاقات مع الولاياتالمتحدة. ورأى باراك أنه «لا سبيل لتحسين العلاقات مع الإدارة الأمريكية من دون طرح خطة سياسية تتناول قضايا الحل الدائم مع الفلسطينيين.. ويجب اتخاذ قرارات وتنفيذ خطوات سياسية حقيقية». وأشار باراك إلى أن أحداث «أسطول الحرية» والمساعدة السياسية من جانب الإدارة الأمريكية لكبح تشكيل لجنة تحقيق دولية تجسد إلى أي مدى يتعين على إسرائيل مساعدة الولايات في دفع عملية السلام، وأنه إذا تضررت مكانة الولاياتالمتحدة بشكل أكبر ما هو حاصل الآن، فإن إسرائيل ستعاني جراء ذلك. وسيزور باراك واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع المسؤولين الأمريكيين بشأن دفع العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال باراك في المداولات الإسرائيلية الداخلية إن «من شأن مبادرة سياسية أن تخترق العزلة وتمنع ظواهر مثل القوافل إلى غزة (لكسر الحصار) و(إجراء) تحقيقات دولية». ولفت إلى أنه «كانت هناك حكومات في إسرائيل التي كان بإمكانها العمل بحرية من الناحية العسكرية فقط لأنها نفذت خطوات سياسية وعلينا جميعا أن نفكر في ما هو البديل لطرح خطة سياسية وماذا يعني استمرار الوضع القائم لأن عزل إسرائيل سيتصاعد». وقالت هآرتس إن أحد الأسباب التي دفعت باراك إلى إقناع نتنياهو و«السباعية» هو الضغوط المتزايدة من جانب حزب العمل، الذي يرأسه باراك، بدراسة استمرار مشاركة العمل في الحكومة مع استمرار الجمود في العملية السياسية مع الفلسطينيين. ووفقا للمصدر السياسي، فإن باراك لم يضع أمام نتنياهو إنذارا ولم يهدد بالانسحاب من التحالف الحكومي لكنه أوضح أنه لم يتبق وقت كثير لطرح مبادرة سياسية إسرائيلية وأن الشهور الستة المقبلة ستكون مصيرية. وأشار باراك إلى أنه في سبتمبر (أيلول) المقبل ستنتهي مدة تعليق أعمال بناء جديدة في مستوطنات الضفة الغربية وفي أكتوبر (تشرين الأول) المقبل سيحين موعد الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة وفي نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ستجري الانتخابات المتوسطة للكونغرس الأمريكي.