يزور مدير عام الأندية الأدبية عبد الله الأفندي الأسبوع بعد المقبل الأندية الأدبية؛ للمتابعة مع رؤساء المجالس والأعضاء تنفيذ اللائحة الجديدة التي اعتمدها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة أمس الأول. وأفاد «عكاظ» الأفندي أن جولته ستستهل من ناديي جدة ومكة الأدبيين. وقال: «تهدف الزيارة إلى مناقشة بعض الموضوعات التي تحقق التميز في أنشطة هذين الناديين العريقين». ونقل الأفندي شكر رؤساء مجالس الأندية الأدبية والمثقفين لوزير الثقافة والإعلام على اعتماده اللائحة الجديدة للأندية الأدبية، مشيرا إلى أن «اللائحة انطلاقة جديدة للمشهد الثقافي السعودي بتوقيع الوزير الشاعر المثقف الذي وقف وتابع اللائحة حتى خرجت للنور محققة للآمال والتطلعات». وأبرز مدير عام الأندية الأدبية دور وكيل الوزارة الدكتور عبد الله الجاسر الذي سعى جاهدا لمتابعة لجان صياغة اللائحة، وقال: «محظوظون بالدكتور الجاسر الذي ذلل كافة الصعاب لتخرج هذه اللائحة محققة للطموح والتطلعات التي تخدم الجميع». من جهة أخرى، عبر مثقفون عن ارتياحهم لصدور اللائحة وما تضمنته من مواد، مشيرين إلى بعض النقاط ومتسائلين عن بعض مواد ما زالت ملتبسة، حيث اعتبر كل من: الدكتور عبد الله مناع، الدكتور علي الرباعي، والروائي محمد المزيني أن اللائحة بداية جديدة للمشهد الثقافي بعد انتشاره عالميا. فالدكتور مناع أبرز تضمين اللائحة الجديدة انتخابات المجالس، لكنه أمل لو اتسعت اللائحة أكثر للمواد الجديدة، وقال: «وجود الجمعية العمومية في اللائحة يدل على وجود نقاط مهمة يجب أن تنفذ، وهي أن يكون لهذه الجمعية منتج، وأن تراقب أعمال المجلس الحالي، وماذا نفذ من خطط وبرامج في فترة عمله، كذلك مراقبة الميزانيات المعتمدة ومعرفة كيف صرفت من خلال إعداد قوائم مالية لمدة عمل المجلس». وزاد «المثقفون همهم إحياء المشهد الثقافي، لذلك لا بد من وجود مساحة كبيرة من الشفافية والوضوح». مواكبة التطلعات الدكتور الرباعي اعتبر أن اللائحة مواكبة للتطلعات التي وضعها المثقفون، والتصورات التي يرمون تحقيقها على أرض الواقع. وقال: «الأهم حاليا هو تمثل أعضاء مجالس الأندية الأدبية لهذه اللائحة وقدرتهم على تطبيقها بروح حضارية ليمكن للمتابع استشعار التحول الكبير الذي ستحدثه اللائحة في مشهدنا الثقافي»، وأشار إلى أن معرفتنا بالتفاصيل يحتم علينا التريث في إصدار الأحكام المسبقة. وشدد الرباعي على ضرورة توضيح مصطلح «مثقف»، وقال: «إن ما يشغل الكثير من المثقفين في الدرجة الأولى معرفة من ينطبق عليه وصف المثقف المؤهل للدخول في عضوية الجمعية العمومية». وزاد «النتاج المطبوع لا يعني بالضرورة قدرة صاحبه على استيعاب واقعه الثقافي والإسهام بدوره بشكل فاعل في ظل متغيرات متسارعة». وطالب أن تفعل اللائحة بشكل يضمن الحق الثقافي لكل مثقف، ويحد من تجاوزات بعض مسؤولي الأندية الأدبية. انطلاقة جديدة الروائي محمد المزيني رأى من جهته أن اللائحة بداية عهد جديد من التطور الذي ينشده المثقفون من الأندية الأدبية، وقال: «نحن نقدر الجهد الذي بذل في إصدار هذه اللائحة التي خرجت للنور، لكن الأهم في هذه اللائحة إلى جانب دخول المرأة مجالس الأندية الأدبية، هو التنفيذ على أرض الواقع، واحتواء كل مبدع بالبعد عن الشللية». وخلص المزيني للقول: «ثقافتنا تجاوزت المحلية إلى العالمية، وهذه اللائحة هي تتويج لهذه العطاءات، وانطلاقة جديدة نحو تشكيل مؤسسي يراعي المتغيرات».