مر المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس بحالة استرخاء، كانت في مجملها عبارة عن عملية جني أرباح للمضاربين اليوميين، ومن النوع الخفيف الذي يهدف إلى الحصول على الزخم الكافي الذي يساعد السوق على تجاوز حاجز مقاومة عنيف على خط 6345 نقطة، تم تكوينه على مدى اليومين الماضيين، ومن الإيجابية أن هذا الاسترخاء لم يفقد المؤشر العام فرصة البقاء داخل المسار الصاعد الذي بدأه من عند خط 6271 نقطة، ولكنه أبدى ضعفه في تكوين المسار الفرعي الثاني الذي كان ينوي رسمه من خط 6333 نقطة والوصول إلى مستويات 6413 نقطة، حيث يحتاج إلى دعم من سهم الراجحي وبعض أسهم القطاع المصرفي، أو على الأقل تحرك قطاع الأسمنت. على صعيد التعاملات اليومية أغلق المؤشر العام وللجلسة الثانية على التوالي في المنطقة المحيرة على المدى اليومي بين خط دعم يومي أول يقع على خط 6307 نقاط، وقمة أولى على خط 6345 نقطة، فلذلك تعتبر تعاملات اليوم استثنائية، ومن المتوقع أن تشهد السوق خلالها مضاربة حامية، حيث اعتادت السيولة الانتهازية على إجراء مضاربة على الأسهم القيادية في البداية لكي لا تتأكد من تماسكها على أسعار معينة ثم الانتقال إلى الأسهم القريبة منها، للاستفادة منها مع مطلع جلسة الأسبوع المقبل. إجمالا، جاء الإغلاق في المنطقة المحيرة، و يميل إلى السلبية إذا عرفنا أن المسار الحالي الذي بدأه من عند خط 5817 نقطة، كان هدفه الوصول إلى مشارف 6320 نقطة، ويدعم هذه النظرة ضعف تكوين المسار الفرعي الجديد الذي أشرنا إلى إمكانية تحقيقه، شرط أن تكون المنطقة الممتدة ما بين 6351 إلى 6375 نقطة، تشهد عملية شراء حقيقية وليست مضاربة، ويميل إلى الإيجابية إذا نظرنا إلى أنه ما زال فوق خط الدعم الشهري الأول والواقع على مستوى 6271 نقطة، ولكن في حال افتتاح السوق اليوم على هبوط مع كسر خط 6271 نقطة، فذلك يعني أن السوق ستدخل في مسار هابط جديد، أما في حال افتتاح على ارتفاع وهذا ما نرشحه، وعدم اختراق 6348 نقطة، فإنه يفضل التريث. ومن الإيجابية عدم كسر إغلاق أمس الواقع عند مستوى 6323 نقطة والإغلاق أسفل منه حتى لا يشكل مسارا هابطا. وافتتحت السوق جلستها اليومية على تراجع ومنذ بداية الجلسة، عن طريق قطاع المصارف والخدمات المالية، وكان سهم سابك يدير حركة السوق اليومية حيث لم تتجاوز فيه نسبة الشراء 46 في المائة، وفي أغلب فترات الجلسة، ما يعني أن السهم تحول إلى سهم مضاربة بحتة على سعر 91.5 ريال حيث يعتبر كسر سعر 90.25 ريال سلبيا على السهم والسوق معا، واختراق 92.25 رياا بداية الإيجابية، التي تكتمل في حال الوصول إلى سعر 94 ريالا، حيث أغلق على سعر 91.75 ريال، وبالتالي فإن السوق هي الأخرى ما زالت مضاربة تتغير فيها أسعار الشركات بشكل متسارع ومشابهة لحركة سهم سابك، ولكن بقاء المؤشر العام في هذه المستويات لفترة أطول يعتبر إيجابيا على المدى البعيد، يمكن من خلالها استعادة ثقة المستثمرين في السوق من جديد، فمن أبرز العوائق التي تقف في طريق جذب السيولة الاستثمارية هو الهبوط القاسي والصعود المباغت، فلذلك نجد السوق تخضع لفترة طويلة لسيطرة السيولة الانتهازية وارتفاع عدد الأفراد المستثمرين بنسبة تزيد على 92 في المائة، إضافة إلى أن الشركات التي تعمل في المتاجرة بالسوق تحولت هي الأخرى إلى مضاربة، بدليل عندما يتم إدراج سهم للتداول تذهب تلك السيولة للمضاربة عليه لمدة يوم، لتعود في اليوم الثاني إلى القطاع.