عندما ننتقد الأخطاء الطبية فنحن لا نعني أن هناك تعمدا في ارتكابها وإلا فإننا لا نكون ننتقد خطأ وإنما جريمة، الانتقاد هدفه الحد من الأخطاء والتساهل في التصدي لها ومعاقبة المتسببين فيها، فالمتضرر هنا لا شيء يعوضه عن الأخطاء لأن الأمر يتعلق بحياته وصحته وعافيته البدنية!! اليوم قررت وزارة الصحة أن تطبق حزمة من الإجراءات الهادفة إلى الحد من الأخطاء الطبية وهي خطوة إيجابية تتطلب حزما في المتابعة والتطبيق، فوزارة الصحة هي المؤتمن على صحة الناس وبالتالي فإنها يجب أن تكون الطرف الذي يمثل المريض في علاقته بالخدمات الصحية لا خصمه!! لقد حضرت الأخطاء الطبية هذا العام بكثافة، وعقدت لها أكثر من ندوة متخصصة وخصص لها مؤتمر للحوار الوطني، لكن التغيير الإيجابي رهن بمحصلة هذا الحراك لأن ما يحمي المرضى من الأخطاء الطبية هو الواقع الممارس في أروقة المستشفيات لا أروقة الندوات والمؤتمرات!! لقد كتبت قبل سنوات أن وزارة الصحة عندنا محظوظة لأننا مجتمع يكرم موتاه بسرعة دفنهم ولو كنا نشرح موتانا كما يفعلون في المجتمعات الغربية للتأكد من أسباب الوفيات لتكشفت حقائق مخيفة عن واقع الأخطاء الصحية التي يذهب ضحيتها الكثير من المرضى دون أن يتنبه لها أحد!! وزارة الصحة اليوم أمام تحد حقيقي ستنجح فيه متى ما توفرت إرادة حقيقية للحد من العبث والتقصير الذي يمارس في بعض المستشفيات العامة والخاصة في ظل غياب الرقابة الصارمة والمتابعة الدقيقة!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة