أن يخطئ مستشفى في إجراء تحليل لطالب زواج فيظهره مصابا بالإيدز فهذا لا يفاجئني فقد تعودنا على أخطاء المستشفيات في التحليل والتشخيص والعلاج، بل إنني لن أبالغ لوقلت إن القطاع الصحي عندنا أكثر القطاعات نجاة بأخطائه لأننا في مجتمعنا نكرم موتانا بسرعة دفنهم وإلا لصدمتنا أسباب موت أحبابنا الذين يدخلون إلى المستشفيات تحملهم أقدامهم ويغادرونها محمولين إلى المقابر!! لكن أن تخطئ خمسة مستشفيات حكومية في جدة دفعة واحدة في تحليل دم الشاب وتبصم بالعشرة على أنه مصاب بالإيدز فتدمر مشروع زواجه وتدمر نفسيته وتدمر سمعته وتدمر حياته فهذا أمر مرعب ويجعل ثقتنا بهذه المستشفيات ومختبراتها على المحك!! وإذا كانت اللجنة الوزارية التي حققت في المشكلة قد أدانت المستشفيات الخمسة وأجهزة تحليلها الرديئة التي وجد أنها تعطي نتائج عكسية بنسبة 10 في المائة، وأوصت بجملة من المعايير التي تضمن دقة التحاليل فإنني أتساءل إن كانت توصياتها ستجد الاستجابة السريعة من الوزارة أم أنها ستدخل في نفق الإجراءات البيروقراطية التي تجعل من يوم بعض الإدارات الحكومية سنة!! ولا يكفي أن يأمر الوزير باستبدال الأجهزة غير الدقيقة بأجهزة أكثر دقة بل الأهم أن يأمر بمعرفة كيفية شراء الأجهزة وتقييم كفاءاتها في المقام الأول فالمال العام ليس مالا يغرف من البحر حتى يهدر في تصحيح أخطاء ما كانت لتحصل أصلا لو توافرت الكفاءة والمسؤولية!! أما الشاب الذي عاش جحيما نفسيا واجتماعيا لا يطاق وكان يمكن أن يستسلم فيه لولا مبادرته الشخصية لإجراء تحاليله الذاتية في المستشفيات والمختبرات الأخرى، فمن سيعوضه عن عذاباته؟! ومن أي بنوك الأسف سيصرف شيك أسف وزارة الصحة؟! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة