أكد ل «عكاظ» السفير السعودي لدى جاكرتا عبدالرحمن الخياط، أن حجم التبادل التجاري بين المملكة وإندونيسيا، رغم تحسنه على مدى العشرين عاما الماضية، إلا أنه يظل دون المأمول، عطفا على حجم الدولتين وعمق العلاقات بينهما. وبين أن التوجه الحالي للاستثمارات السعودية هو للاستثمار الزراعي في إندونيسيا لما تتمتع به من ميزات تفضيلية من طول موسم الأمطار، ووفرة المياه والتربة الخصبة، لافتا إلى أنه لا توجد أية معوقات أمام المستثمر السعودي في إندونيسيا. وأشار إلى توجه العديد من الشركات الإندونيسية خصوصا في مجال البناء والتشييد والبتروكيماويات إلى المملكة، بحثا عن موطئ قدم استثماري لها. وقال إننا نعرف الإندونيسيين بالفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة. وفيما يلي تفاصيل الحوار: زيارات متبادلة • كيف تقرأ ملامح مستقبل الاستثمارات السعودية الإندونيسية المشتركة؟ وهل هناك خطط من قبل الجانب السعودي للاستفادة من التجربة الإندونيسية في الجانب الزراعي وكذلك الاستزراع السمكي؟ هناك توجه سعودي للاستزراع في الخارج لتحقيق الأمن الغذائي للمملكة، من خلال التركيز على زراعة المحاصيل المهمة. وإندونيسيا من الدول المرشحة لإقامة مشاريع زراعية فيها، خصوصا زراعة الأرز، وقد أعلن في مرحلة سابقة العام الماضي عن إنشاء «الشركة السعودية الإندونيسية للاستثمارات المتعددة»، التي تركز على الاستثمار الزراعي بشكل خاص، وبدأت في أعمالها من خلال تأسيس مكاتب وإجراء المسوح الميدانية، لكنها لم تباشر عملها بشكل فعلي حتى الآن، يضاف إلى ذلك أن هناك تبادلا لزيارات الوفود بين البلدين. وسيزور وفد كبير من صندوق التنمية الزراعية السعودي وصندوق الاستثمارات العامة إندونيسيا للاطلاع على تجربتها والاستفادة من خبرات مواطنيها في الزراعة خصوصا الاستزراع السمكي، كذلك جار الإعداد لزيارة عدد من الوفود الإندونيسية للمملكة، كما سيزور وزير الزراعة الإندونيسي المملكة، ووجهت دعوة لوزير الثروة السمكية والبحار لزيارة المملكة. تطور التبادل التجاري • هل حجم التبادل التجاري بين البلدين يرقى لتطلعاتكم؟ حجم التبادل التجاري بين البلدين في تطور مستمر، وتجاوز في العام قبل الماضي الستة مليارات دولار، ولا توجد لدينا إحصائية عن العام الماضي، ولكن يتوقع أن يكون أعلى من ذلك بكثير. • هل هناك توجه لإنشاء صندوق استثماري مدعوم من الحكومتين، أسوة بالصندوق الاستثماري الذي أعلن عنه بين المملكة والهند يقدم القروض والتسهيلات للمستثمرين من الجانبين؟ حقيقة حتى الآن لم نبلغ بإنشاء هذا الصندوق، ولكن الفكرة مطروحة من قبل الحكومة السعودية وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين بتشجيع المستثمرين السعوديين والاتجاه للاستثمار الزراعي، لاسيما أن المملكة حريصة على أمنها الغذائي، وأعتقد أن الجانب السعودي مهتم بالاستثمار الزراعي في إندونيسيا لما تقدمه حكومتها من تسهيلات للمستثمر السعودي وتشجيعه للاستثمار في هذا الجانب، وقد شكلت الحكومة الإندونيسية هيئة للاستثمار تقوم بتسهيل الإجراءات للمستثمرين. لا معوقات استثمارية • ما هي المعوقات التي تواجه المستثمر السعودي في إندونيسيا؟ لا توجد معوقات لكننا نطلب من رجال الأعمال السعوديين الاطلاع على الفرص المتاحة في إندونيسيا، وقد أجرت السفارة دراسات حول فرص الاستثمار الموجودة في إندونيسيا وخصوصا في الجانب الزراعي، وتم رفعها للجهات المختصة في المملكة. • يلاحظ عدم اهتمام المستثمرين السعوديين بالفرص الاستثمارية في إندونيسيا، بعد أن تسلمت زمام السفارة في إندونيسيا هل وجدتم معوقات تواجه المستثمر السعودي؟ أم أنه لم يبادر بالاستثمار ؟ حقيقة مرت إندونيسيا في الستينيات بمرحلة اقتصادية جيدة ونمو جيد حتى أصبحت من ضمن دول النمور الآسيوية، لكنها كانت تواجه بعض المشكلات، وبعد أن تسلم زمام القيادة الرئيس سوسيلو بامبانغ يوديونو بدأت إندونيسيا تخطو خطوات تشجع الاستثمار في ظل وجود تسهيلات تقدمها الحكومة لرجال الأعمال، وأطمئن المستثمرين السعوديين بأن هناك العديد من الشركات العملاقة المستثمرة في إندونيسيا خصوصا من الصين واليابان وكوريا الجنوبية، ولكن يظل رجل الأعمال السعودي يتردد في القدوم لإندونيسيا رغم أن وضعها الاقتصادي مميز بين كل دول آسيا، خصوصا وأنها تعتبر ثالث نسبة نمو بعد الصين والهند، وتوجد فيها مئات الشركات من اليابان والصين وكوريا، ونحن في السفارة نشجع رجال الأعمال السعوديين للاستثمار فيها، وبدأ عدد من رجال الأعمال السعوديين يتجهون إلى الاستثمار فيها، وبدأت بعض الاستثمارات السعودية في الظهور، ونأمل أن يزداد حجم التبادل التجاري بين البلدين.