نشأنا ونحن نسمع أن النساء ضعيفات، خوافات، لا يحسن التفكير، ولا يوثق بهن في التخطيط والتدبير، فكانت الثمرة الاستهانة بالنساء وعدم توقع صدور أي عمل جاد أو خطير من طرفهن، ومن الطبيعي أن الاستهانة أدت إلى الغفلة عما يمكن أن تقوم به النساء من إسهام بالغ الأثر سواء في الخير أو الشر. فعلى مستوى التنمية الاجتماعية والإسهام في النهضة العلمية والعملية بقيت النساء في المؤخرة يلقى إليهن الفتات من الفرص المتاحة، على اعتبار أن المهمة الأولى لهن وأفضل ما يجدن القيام به هو البقاء في البيت وتربية الأطفال وتدليل الأزواج، وعلى مستوى الحذر من انخراطهن في الجريمة أيضا أبقين في المؤخرة بعيدا عن دائرة الاهتمام على اعتبار أنهن أضعف من أن يقمن بشيء من المهام الخطيرة. هنا لا أدري من الضحية؟ أهن النساء اللاتي عوملن كما يعامل القصر غير القادرين على الاستقلال بذواتهم والخروج على ما يرسم لهم، أم أولئك الذين خدعوا أنفسهم بمغالطتهم لها في فهم حقيقة المرأة وما يمكن لها أن تقوم به؟ تداولت الصحف عبر الأيام الماضية نشاط النساء في تنظيم القاعدة، وكيف أن بعضهن يقمن بأدوار قيادية فيستقطبن الشباب ويجمعن الأموال ويدبرن خطط الهرب والتسلل خارج الحدود، ويحررن الصحف الإلكترونية لبث الأفكار الهادمة، وبلغ بهن الأمر حد التدرب على إطلاق النار وإصابة الهدف. وهو نشاط ما كان لتتمكن منه المرأة في تنظيم القاعدة لو لم يتح له هامش كبير من الحرية والاستقلال. وهو ما يثير الدهشة! أن يأتي التغير في التعامل مع المرأة واختفاء الصورة السلبية المرسومة لها من (القاعدة) التي تعد المنادي الأول بتقييد النساء! كيف ذابت في هذا الخضم مسائل عديدة كانت تنتصب لتحظر على النساء سهولة الحركة مثل تحريم الاختلاط والتنقل دون محرم أو غير ذلك من المحظورات التي تشل حركة المرأة ؟ كيف تلاشى كل ذلك من حياة النساء في تنظيم القاعدة؟ ما الذي قلب معايير السلوك بهذه السرعة؟ ما يهمني هنا هو شيء واحد، أن ما حدث من نساء القاعدة يؤكد لنا حقيقة لا ينبغي إنكارها، هي أن النساء قوة، وهذه القوة إن لم توظف للخير ذهبت إلى الشر. وأظن من المصلحة أن نصغي بانتباه إلى ما جاء في حديث عبد المنعم المشوح رئيس حملة السكينة في وزارة الشؤون الإسلامية المختصة بمحاورة أصحاب الفكر المتطرف عبر الشبكة العنكبوتية، المنشور في صحيفة الجزيرة (23/6/1431) حيث ذكر أمرين مهمين أحدهما: أن (90%) من النساء السعوديات يتعاطفن مع الأفكار المنحرفة، والأمر الآخر أن المرأة المشغولة في بيتها أو عملها أو مشاركاتها العلمية أو العملية تقل نسبة وقوعها في الأفكار المنحرفة بنسبة (70%).. هذا القول يطلق جرس إنذار بأن بطالة الفتيات عامل من أبرز عوامل الاستقطاب لهن فالفراغ (الذهني والوقتي) يؤدي إلى الملل والشعور بالتفاهة، وقد يدفع بالكثيرات إلى البحث عن مصادر للإثارة تبعث في النفس شيئا من النشوة، فتقع البعض منهن في علاقات عاطفية أو في متابعة الفضائيات أو أخبار الفنانين أو الرياضة أو التسكع بين الأسواق والمطاعم، وقد تقع الأخريات في نشاط آخر يتدثر بدثار من الدين، وذلك متى كن ملتزمات يحرمن على أنفسهن تلك الملاهي، لكنهن في كلا الحالين، لسن سوى باحثات، بلا وعي منهن عما يملأ فراغهن ويعطي لهن الإحساس بالأهمية والمكانة. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة