أجمع تربويات في ختام اللقاء التوعوي لإدارة الصحة المدرسية أن علاج ظاهرة الفتيات المسترجالات في المدارس أو من يطلق عليهن «البويات» و«الايمو» لا يكون إلا بمبادلتهن الحب وإشغال أوقات فراغهن بممارسة الأنشطة الرياضية المناسبة لهن لتخفيف الشحنات العاطفية لديهن. وطرحت التربويات خلال اللقاء هذه الظاهرة في محاولة منهن لتفكيكها ومعرفة أسبابها وإيجاد الحلول لها، وقالت مديرة إدارة التوجيه والإرشاد في منطقة الرياض في مداخلة لها، إن المدارس التي تشرف عليها مديرات يعالجن قضايا مدارسهن بالحب هي من أنجح المدارس واستدلت على ذلك بإحدى مدارس شرق الرياض التي تكثر فيها المخالفات السلوكية لدى الطالبات كالمسترجلات والعنف والعصبية القبلية والمشاجرات التي تصل أحيانا إلى ضرب المعلمات، وقالت «عينت مديرة جديدة لهذه المدرسة وتعاملت مع الطالبات بالحب وأحدثت بذلك تغييرا كبيرا في سلوك الطالبات في مدة لم تتجاور ثلاثة أشهر». وبدورها أكدت المشرفة التربوية بدرية العسيمي أن البويات أو الأيمو ليست ظاهرة، كما هو متداول في بعض الأوساط الاجتماعية ووسائل الإعلام، وقالت «قام مكتب التوجيه والإرشاد بعمل استفتاء حول الأخطاء السلوكية في مدارس الرياض، وجاءت جميع الخانات التي تختص بالبويات والأيمو خالية، وتركزت المشكلات في وجود العنف والشجار». وأضافت «جميع الطالبات اللاتي يتم ضبطهن وهن بويات أو ايمو يؤكدن بأنهن مجرد شكل لجذب الانتباه فقط، وليس معتقدا، وهناك حالات لا تعمم لتصبح ظاهرة هن من يتصرفن كمسترجلات ويتحرشن بالطالبات جنسيا، وعددهن ليس كثيرا، وبالتحقيق معهن اتضح أنهن تعرضن لتحرش من أقاربهن أثناء طفولتهن أو أن أسرهن تعاني من تفكك أسري، أو أنهن شاهدن والداتهن يتعاملن مع صديقاتهن بسلوك غير سوي». وأشارت إحدى المديرات إلى أنها ضبطت سبع طالبات يقمن بشق سواعدهن بالمشرط، وهي إحدى تعاملات الايمو، وعند التحقيق معهن ذكرن بأنهن يقمن بتقليد ما قرأن عنه في الإنترنت وأن ذلك يزيد من ترابطهن وشعورهن ببعضهن البعض. من جانبه أكد الدكتور صالح التويجري أن التحصين العقدي من أهم أسباب حماية المراهقين من التطرف والفساد في السلوك، وعلى الوالدين التقرب من أبنائهم وتفهم احتياجهم. وزاد أن الانحراف الفكري لا يولد ولا ينشأ في ظل أمن فكري ناضج قائم على أصول وثوابت راسخة، مبنية على معتقد سليم، وفي مجتمعات سوية مستقيمة ذات قيادة راشدة، وشدد على ضرورة عدم إخفاء الحقائق والتي تولد انحرافات سلوكية وتسبب التطرف في أي مجال من المجالات سواء الصحية والتربوية والدينية والاجتماعية. كما أكدت الدكتورة هدى الغفيص التي تحدثت عن كيفية التغلب على الأفكار المنحرفة أن ذلك يكون بنشر العلم الصحيح، «هو الذي يقي صاحبه من الانحراف والقدرة على دفع الشبهات الواردة» ، وطالبت بربط النشء بحضارته الإسلامية وغرس الهوية والحوار المنطقي الواقعي المقنع.