تشكل تجمعات مياه الأمطار في أحياء شرقي ووسط وجنوبي جدة مصدر خوف للسكان، وأن تتحول إلى مواقع مصدرة للأمراض وتكاثر البعوض، وبالأخص بعد مرور أكثر من 72 ساعة على توقف هطول الأمطار. ويتركز الخوف في مخططات شرقي جدة المتمثلة في الحمدانية، الصالحية، الهدى، العزيزية، ومخطط الرياض وأجزاء مختلفة من أحياء بريمان، ما أدى إلى مطالبة القاطنين في المناطق أمانة جدة بالبدء الفوري في عمليات شفط المياه وسحبها بعد أن ترسبت من مجاري الأودية، والشروع في إصلاح الطرق، وسحب المياه المتكومة. وبالأخص أن كميات كبيرة منها تنتشر على طول الأراضي الفضاء التي لا تبعد سوى أمتار من المنازل، ولا تزال أحياء وسط جدة تعاني من الحفر الوعائية التي شكلتها الأمطار، وكبدت قائدي المركبات خسائر كبيرة. وأكدت أمانة جدة على نشر فرق الصيانة في معظم أحياء المحافظة وفق الأولوية وحسب الأضرار التي لحقت بالأحياء والشوارع الرئيسة تمهيدا للانتهاء في الشوارع الداخلية، بالاستعانة بعمال شفط المياه عبر صهاريج السحب، مشيرة إلى أنه يتم وضع إشارات رمزية للحفر الوعائية المتكونة جراء هطول الأمطار عبر رصدها بأجهزة نظام الرصد الجغرافي، فيما تتم معالجتها فور الانتهاء وعمل الرقع الإسفلتية فور الانتهاء من إتمام عمليات الشفط. ودعت الأمانة المواطنين إلى التكاتف واستشعار المسؤولية الاجتماعية حيال ما تسببت به الأمطار، والمبادرة في إبلاغ الأمانة بأية أخطار نتجت عنها في الاتصال على عمليات الأمانة 940، كونها تضع البلاغات كافة في عين الاعتبار وتوجه مراقبين لمعاينة الأضرار فور ورود البلاغات ومعالجتها حسب الإمكانات المتوفرة. ودعا سكان أحياء بني مالك، العزيزية، مشرفة، الروضة، النهضة، حي النسيم ومنطقة البلد أمانة محافظة جدة إلى عمل مسح ميداني بشكل سريع لتحديد مواقع الحفر الوعائية والإشارة إليها بغرض السلامة العامة، فضلا عن سحب الأتربة الطينية ومعالجة مواقع الوحل التي تكونت جراء هطول الأمطار وجريان المياه. وأبدى أحمد مرعي من قاطني حي مشرفة أسفه الشديد من التأخر في تحرك فرق الأمانة عبر مندوبي البلديات والمراقبين ومباشرة العمل في مسح ميداني شامل على كافة الحفر الوعائية وتحديدها لضمان السلامة العامة، مؤكدا وقوع ضحايا كثيرين للحفر الوعائية التي عطلت المركبات، وكبدت السكان خسائر جسيمة. من جهته، يقول المواطن محمد الشهراني من قاطني مخطط الرياض إن مياه الأمطار والسيول دهمت أجزاء من المنازل في مخطط الرياض، لكنها لم تشكل خطورة على معظم المنازل. ويفيد عبدالمجيد الروقي من قاطني بريمان بأن المياه المقبلة من مجاري السيول في الأحياء أدت إلى تكسر وانقشاع الطرقات، وتعطل الحركة المرورية في أجزاء مختلفة من الشوارع، وبالأخص أن الطرقات باتت تحفها المياه المتكومة من كل جانب، وذلك ما صعب من تحديد طريق مسار المركبة؛ كونها تمثل مساحات شاسعة من شأنها تكوين بيئات خصبة لانتشار بعوض الضنك نظرا لركودها.