تمكنت الأجهزة الأمنية بالتعاون مع رجال الجمارك من إحباط عمليات تهريب ضخمة، وخلال شهرين فقط هما شهرا ربيع الآخر وجمادى الأولى الماضيان، تمكنت من ضبط 6.791.769 مليون قرص كبتاجون، 6.525.35 طن حشيش مخدر، و2.440 كيلو جراما من الهيروين النقي. هل وضع أحدا منكم يده على رأسه صارخا: يا الله احمنا. فمن لم يفعل عليه أن يفعل، لأن الكمية ضخمة جدا، فإذا كانت هذه المضبوطات تشكل محصلة شهرين فماذا عن بقية الشهور. وإذ تم القبض على هذه الكمية (عن طريق البر)، فكم هي الكمية التي استطاع المهربون إدخالها للبلد من المنافذ المختلفة وعبر وسائل النقل المتعددة؟ ألا تستحق هذه الكميات وضع اليد على الرأس استصابة؟ حسنا، سنشكر رجال الأمن وكذلك رجال الجمارك على يقظتهم لكن الخبر يصبح قابلا للتأويل والقراءة لما خلف الخبر من احتمالات. نقول إن ما حمله نبأ القبض على هذه المخدرات يعد كارثة حقيقية، لو أننا تحدثنا عن المستهلك لهذه الكمية بما يعني أن البلد تم إغراقها بالمخدرات خلال سنوات سابقة لدرجة أن يصبح التهريب موازيا لاحتياج المستهلكين. فإن لم يكن هناك مستهلك لكل هذه الكمية فلا يعقل أن يخاطر المهربون بإدخال كمية ليس لها مستهلك، فهل حقا أن أعداد المستهلكين في تزايد لدرجة أن تصل كمية المهرب في شهرين بهذه الكمية الضخمة. إذن نحن بحاجة ماسة لمعرفة إحصائية مستشفيات علاج الإدمان كخطوة أولى لتقدير أعداد المستهلكين، معرفة الرسم البياني لتصاعد الأعداد المقبلة على المخدرات (وهي أعداد لن تعطينا العدد الإجمالي لكنها ستقربنا من معرفة نسبة التزايد. ثم علينا الاعتراف بأننا قصرنا كثيرا في الجانب الصحي لمعالجة المدمنين فما يحدث الآن من معالجات لايمكن لها أن تسعفنا في تصفية دماء المتعاطين للمخدرات من التشافي. أعتقد أن خبر القبض على هذه الكمية يجب علينا جميعا أن لا تغمض أجفاننا قبل أن تنتفض كل المؤسسات للوقوف على التجهيزات الحقيقية لحماية المجتمع من آفة المخدرات. أشعر أني غير قادر على التماسك حين أجري مع خاطري في تصور ما الذي يمكن أن نصل عليه من تردي مع وجود مثل هذه الكميات من المخدرات بين شباب (ذكورا وإناثا) عاطل أو يائس أو محبط أو مستسهل للتعاطي. تصوروا كيف سيكون الحال؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة