نقوش من الزمن الماضي دونتها أنامل 22 متدربة إبداعا على لوحات خشبية. هؤلاء المتدربات انتظمن في الدورة الأولى لتعليم «فن النقش الألمعي»، التي انعقدت في مركز التدريب التربوي في تعليم البنات في محافظة رجال ألمع التابعة لمنطقة عسير. وأوضحت المدربة زهرة الألمعي أن الدورة عقدت بجهود ذاتية من مديرة الإشراف التربوي محسنة إبراهيم، والمشرفة التربوية خديجة النعمي، اللائي حرصن على إنجاحها بتأمين كافة المستلزمات الضرورية، من أخشاب، وطلاء، و(تنر)، مشيرة إلى أن الدورة استمرت خمسة أيام. وذكرت الألمعي ل«عكاظ» أنها وزميلتها المدربة فوزية بارزيق دربن المشاركات مجانا، من منطلق الانتماء إلى الجذور التاريخية والحفاظ على التراث المحلي، وطموحهن في انتشار هذا الفن القديم والمتجدد في آن واحد، وهذا يعني المحافظة عليه وتوارثه من الجدات، ومن كبار أهالي قرية رجال ألمع التراثية. وقالت المتدربات إنهن استفدن من الدورة، وتعرفن على الرمز الفني لهذا الفن الذي لا يخضع لمدارس الفن الحديثة، وربما تكون له مدرسة مستقلة، إلا أنه لم يتم البحث والدراسة حول مفهوم هذا الفن. وأضفن «نحن نريد أن نطبق ما تعلمناه في مدارسنا، وسنقرب للطالبات مفاهيم هذه اللوحات الفنية التي يشاهدنها في البيوت القديمة، فمثلا المثلثات الموجودة في اللوحات الفنية لهذا النقش سنقرب لهن معناها برمزيتها إلى الجبل، حتى نستطيع إيجاد قاعدة تهتم بهذا الفن»، ولفتن إلى أن «ممارسة هذا الفن أصبحت مربحة جدا، ولذلك فنحن في غاية السعادة عندما تتخرج من تحت أيدينا طالبات أو حتى طالبة واحدة من كل مدرسة من مدارس المحافظة لديها ميول فنية، واهتمام بهذا الفن». وأكدت المشرفة خديجة النعمي أن الدورة حظيت بإقبال كبير من المشرفات في مكتب الإشراف، ومن المعلمات في الميدان التربوي، إذ طالبن بتكرار هذه الدورة بتمويل شخصي منهن. وأشارت النعمي إلى أنه يمكن الاستفادة من الموهوبات في الفنون، وفي إشغال حصص الانتظار والنشاط بتعميم وتدريس هذا الفن. وقالت «لنا طموح في أن يكون في كل مدرسة على الأقل ولو طالبة واحدة منتجة تعتمد على مهنتها، وتستطيع أن تنفق على أسرتها من مجهودها، من خلال ممارسة هذا الفن التراثي المحلي». وأضافت «الإقبال الذي نلحظه من أصحاب البيوت، وخاصة البيوت الراقية، وحرصهم على تزيينها بهذا النقش، إضافة إلى الإقبال الجيد على شراء هذه اللوحات من المعارض الفنية، كل ذلك يجعل من هذا الفن المحلي مشروعا يعود بالمصلحة العامة على المتدربات والطالبات، ونحن في تعليم البنات سنتابع هذا المشروع في الميدان التربوي كمشروع طالبة منتجة من الميدان التربوي».