كان يمكن لمساء السبت الفائت أن يمر كأي مساء، مختلط النكهة بين الإحباط والسرور، ولكن خبرا صاعقا جاء من الرياض فجر كل مكامن الأسى والانكسار، وجعل القلب يتهاوى في فضاء الخيبات وآفاق الهزائم. فالثبيتي، أجل الشاعر الكبير محمد الثبيتي، أصبح متروكا في صالات مطار الملك خالد في الرياض لأكثر من ساعتين بدون أية رعاية أو اهتمام، بسبب خطأ طبيب أخرجه من مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية، بتقرير يقول إنه لا يمكن نقله إلى جدة إلا بطائرة الإخلاء الطبي، ولهذا اعتذرت الخطوط السعودية عن نقله، ومعها حق، ولكن لماذا يخرج أصلا؟ وإذا لم تعد المدينة تستطيع تقديم أي شيء له وهو الذي بدأ في التعافي بها، لماذا لم يتم تحويله إلى مركز تأهيل أو مستشفى آخر في جدة. هل يمكن لنا أن نستوعب أن يخرج مريض من مستشفى وهو في هذه الحالة ليعود إلى أهله، وهو الذي لا يستطيع تناول أي شيء إلا عبر أنبوب يخترق جسده اختراقا. أي حسرة ألمت بنا ونحن نسمع هذا الخبر، وماذا سوف يكون مصير الثبيتي، ونحن الذين أعطينا العالم مثالا بالاحتفاء بكل ما هو إنساني؟ أعانك الله يا محمد على معاناتك، وأعانك الله يا نزار على هذا الصبر الجميل، وأعان الله أبناء وبنات وزوجة محمد الثبيتي على الوضع المرير. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة