شيع أمس جثمان الشهيد الرقيب محمد هادي العميري الذي استشهد في مباشرته لحريق منزل في حي العزيزية، إلى مثواه في مقابر المعلاة في مكةالمكرمة، بعد اختناقه أثناء إنقاذه عددا من الأطفال داخل المنزل. وحضر مراسم الدفن والعزاء نحو 1000 شخص من ذوي الشهيد وأقربائه وزملائه في الدفاع المدني، يتقدمهم العميد جميل أربعين مدير الدفاع المدني في العاصمة المقدسة الذي قدم تعازي كافة منسوبي المديرية العامة للدفاع المدني في وفاة زميل لهم طيلة 23 عاما. وعبر نايف العميري (الابن الأكبر للشهيد) عن حزنه العميق لفراق والده الذي وصفه بالشهم وصاحب المواقف البطولية والتفاني في عمله، وحبه لفعل الخير والتسابق على كل ما من شأنه أن ينقذ حياة الآخرين. وقال العميري وهو يغالب دموعه: إن استشهاد والده وضع على عاتقه حملا ثقيلا يتمثل في التكفل بأسرته المكونة من عشرة أفراد، متمنيا أن يساعده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية في العمل في حماية الوطن بديلا لوالده. ويضيف «تقدمت كثيرا للالتحاق بالعمل العسكري أسوة بوالدي، ولم تفلح كل محاولاتي، واليوم أطلب من صاحب الأيادي البيضاء أن يوافق على أن أتشرف بخدمة ديني ووطني نيابة عن والدي الذي أزهقت روحه فداء لهذا الوطن الغالي». وعن آخر لقاء جمعه بوالده، يقول «كان قبل ذهابه إلى عمله، وآخر حديث دار بيننا عن حلمه بتأمين مسكن للأسرة، ولكن عدم توافر السيولة المادية حال دون ذلك». من جهته، قال سعد العميري (شقيق الشهيد) إن لدى أخيه من الأبناء نايف (20 عاما)، هادي (عشرة أعوام)، وعبد الله (سبعة أعوام)، إضافة إلى أربع بنات وزوجته ووالده ووالدته. وأفاد بأن الشهيد التحق بالقطاع العسكري في العام 1408ه، وكان عاشقا لعمله متفانيا كما يعرفه زملاؤه، وكانت أمانيه أن يشيد منزلا للأسرة ويرى أبناءه حماة لهذا الوطن ملتحقين بالأمن العام.