خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، عقد مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في مدينة الرياض لقاءه الوطني الثاني للحوار الفكري عن (الهوية والعولمة في الخطاب الثقافي السعودي)، وقد ركز الحوار على مناقشة مصطلحات ثلاثة يكثر ترددها في الخطاب الثقافي المحلي هي (الخصوصية والعولمة والمواطنة). ومن الواضح أن هذه المصطلحات الثلاثة هي من الأمور الغامضة التي حتى وإن كثر الحديث عنها وتردد ذكرها في كل حين، تظل مبهمة المعنى ضبابية الدلالة. فهل استطاع الحوار الذي دام يومين متتاليين، أن يزيح عنها ذلك الإبهام وأن يجلو ما علاها من الغموض؟ بما أني كنت من بين المتحاورين في ذينك اليومين فإني أستطيع القول إني دخلت إلى دائرة الحوار وخرجت منها لم أضف إلى ذهني جديدا سوى القليل مما ورد متناثرا في تعليقات المجتمعين. معظم ما قيل وما طرح كان تمثيلا لما تردد من قبل في خطابنا الثقافي المحلي، أي أنه موجود في أذهاننا جميعا وسبق لنا أن التقينا به وعرفناه. فماذا كنا ننتظر أن يكون الحوار بيننا؟، كنا ننتظر أن لا تطرح تلك المصطلحات الثلاثة في صورة عامة فضفاضة، وأن ينتخب منها أبرز الأفكار التي تتردد في الخطاب الثقافي المحلي حولها فتطرح على المتحاورين في كل جلسة، ثم يطلب منهم مناقشة تلك الأفكار والتحاور حول مضمونها وتبيان أسباب اختلافهم حولها، متى وجد. مع التركيز على مناقشة تلك الأسباب بغرض تضييق فجوة الاختلافات. على أن يكون ذلك تحت مظلة إدارة حازمة تضبط الحوار ولا تسمح بتجاوز الشروط المرسومة له.. وفي ظني أن تطبيق أسلوب كهذا إن لم يفد في أن يقنع بعضنا بعضا بما عنده من وجهات نظر، فإنه سيعلمنا كيف نستخدم الحجج والبراهين العقلية عند النقاش، وكيف نستخدم المنطق والأدب معا في شرح وجهات نظرنا، وكيف نتحكم في انفعالاتنا ونقمع جوانب الشر فيها التي تحفزنا أحيانا على التهكم بالآخر أو ازدرائه أو اتهامه بالسوء، أو ما شابه ذلك. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة