يسعى 70 مثقفة ومثقفا لتكريس قيم الحوار الفكري عبر أربعة محاور يناقشونها في اللقاءالحواري «الهوية والعولمة في الخطاب الثقافي السعودي»، الذي دعا إليه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في الرياض. وأكد رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري صالح بن عبد الرحمن الحصين، على أهمية العقلانية والموضوعية عند طرح القضايا الوطنية المهمة على طاولة الحوار، وعرضها للمناقشة والتحليل، وأن يكون هدف المتحاورين الوصول إلى الحقيقة. وقال خلال الجلسة الأولى لجلسات اللقاء الحواري الفكري «الهوية والعولمة في الخطاب الثقافي السعودي» الذي انطلق في الرياض أمس: «إن العقلانية والموضوعية من الشروط الأساسية والقوانين الثابتة لنجاح الحوار» ، مبينا أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يتوقع من المشاركين في فعاليات اللقاء الوطني للحوار الفكري، الخاص بقضايا الخطاب السعودي، أن يكونوا ملتزمين بهذه الأسس وأن يكون هدفهم الوصول إلى الحقيقة، مؤكدا في الوقت ذاته أهمية طرح مواضيع الخطاب الثقافي السعودي خلال الفترة الراهنة. محاور اللقاء وفي السياق نفسه، أوضح أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، أن المركز ينظم اللقاء الحالي بعد أن نظم لقاء مماثلا في محافظة الأحساء بداية العام الجاري، وكان لقاء ناجحا بكل المقاييس، مستعرضا المحاور الرئيسية التي يناقشها اللقاء، والتي تمت صياغتها بعناية كبيرة، من خلال مجموعة من الخبراء والأكاديميين. جلسات الحوار وفي الجلسة الأولى التي أدارها نائب رئيس اللجنة الرئاسية في المركز الدكتور راشد الراجح وتناولت موضوع: «خصوصية المجتمع السعودي»، تطرق المشاركون فيها إلى موضوع الخصوصية من حيث وجودها أساسا، وطبيعتها، ومقتضياتها، وما تتطلبه مصلحة الوطن في شأنها. وعلى الرغم من تباين الآراء حول مدى وجود هذه الخصوصية من عدمها، ومدى تميز خصوصية المجتمع السعودي أو تمايزها عن بقية المجتمعات الأخرى، فقد كان هناك شبه اتفاق على خصوصية المكان، من خلال وجود الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة في المملكة، والذي يعطيها خصوصية عن بقية مناطق العالم الأخرى. واستهل هزاع بن شاكر العبدلي الحديث عن ضرورة فهم الخصوصية، ومدى علاقتها بالانتماء، قائلا: إن المجتمعات الإنسانية تحافظ على انتمائها للمحافظة على تميزها، والمملكة لديها خصوصية المكان الذي ميزها الله به عن بقية دول العالم. خصوصية الأماكن وتحدثت الدكتورة مريم التميمي، عن خصوصية الأماكن المقدسة، وعن الخصوصية بمفهومها الشامل، مؤكدة أن كل إنسان يجب أن يسعى إلى أن تكون له خصوصيته الإيجابية التي تميزه عن غيره، وأن الخصوصية ميزة يجب أن نحافظ عليها ونتشرف بحملها. ورأى الدكتور مالك الأحمد، أن المجتمع السعودي لديه أشياء عديدة مشتركة مع الغير، فهو جزء من العالم ويتأثر بما يتأثر به العالم، وكذلك لديه خصوصية إيجابية يجب أن يحافظ عليها فهو يتميز بهويته الدينية. وقالت وفاء العمر في مداخلتها في اللقاء: إن المجتمع السعودي بحكم انتمائه للمكان أصبحت لديه خصوصية يستمدها من خصوصية الأماكن المقدسة، وهذه الخصوصية لا يستطيع أن ينافسه عليها أحد، وفرضها الواقع الذي يعيشه. وأشارت إلى أن هناك من يحاول استغلال خصوصية المجتمع السعودي الدينية، لهضم بعض حقوق المرأة دون سند أو دليل شرعي، وهو ما يجب أن يرفض وأن لا يلصق بخصوصية المجتمع السعودي. الحفاظ على الهوية من جانبه أوضح فيصل العوامي أن الحفاظ على الهوية يشكل هما لكل أمة ومجتمع ولذلك حذر علماء الحضارة من العبث بالرموز والعلامات الوطنية، غير أن هناك إفراطا لدى البعض عند الحديث عن الهوية قد يصل إلى الانغلاق.. وأكدت نورة القحطاني أن المجتمع يريد خصوصية ترتبط بالأصول وتقترب من العولمة، وأن لا يكون موضوع خصوصية المجتمع مدعاة إلى الانغلاق، كما دعت في الوقت ذاته على عدم قبول الانفتاح المطلق والانجراف خلف العولمة بدون ضوابط. العولمة والمجتمع وسيناقش اللقاء صباح اليوم من خلال الجلسة الثالثة والرابعة موضوع العولمة والمجتمع السعودي في الخطاب الثقافي السعودي، وكيف يتفاعل المجتمع السعودي مع العولمة، والتحديات التي يشهدها المجتمع في هذا المجال، وكذلك موضوع مستقبل الخطاب الثقافي السعودي، وقضايا «الخصوصية، والمواطنة، والعولمة»، وما الذي ينبغي أن يتجه إليه الخطاب الثقافي السعودي في القضايا الثلاث السابقة، مستشرفا مستقبل المجتمع في تلك المجالات.