تسلم مدير صحيفة أم القرى ورئيس تحريرها حسين بافقيه البارحة الأولى نسخة ورقية من الطبعة الأولى للمجموعة القصصية (خالتي كدرجان .. وقصص أخرى) للراحل أحمد السباعي من ورثته؛ لإدراجها في مشروع الصحيفة (ذاكرة الثقافة في المملكة)، وهي سلسلة مجلدات ترصد إنتاج رعيل الجيل الأول من المثقفين ممن كانت لهم بصمات واضحة على مسيرة الثقافة والأدب. وتقع المجموعة التي سلمها نيابة عن الورثة الإعلامي أسامة السباعي، في 95 صفحة صادرة عن دار قريش في مكة، وتتضمن خمس قصص هي: صبى السلتاني، اليتيم المعذب، أبو ريحان.. السقا، اخطئ، واليوم طاب السفرجل). لكن أثناء تصفح المجموعة يتوقف المتابع عند السيرة الأدبية للمؤلف، وما تضمنته من إصداراته: (فكرة، تاريخ مكة، فلسفة الجن، المرشد إلى الحج والعمرة، مطوفون وحجاج، سلم القراءة العربية، أبو زامل، صحيفة السوابق، يوميات مجنون، دعونا نمش، وقال وقلت)، حيث لوحظ أن المجموعة لم تؤرخ، وأرجع عضو النادي الأدبي في جدة الدكتور حسن النعمي إصدارها إلى الثمانينيات، كما أرجع كتابة عنوان المجموعة (خالتي) بالألف المقصورة إلى كتابتها باللهجة المصرية. وشكل مثقفون وإعلاميون شهدوا حفل زفاف الإعلامي محمد باوزير مجموعات حوارية داخل قاعة الأفراح، وشهدت مجموعة نادي جدة الأدبي وصحيفة أم القرى والإذاعة السعودية حوارا حول الصحافة وأم القرى والأدب الحجازي وغيرها، وأدار الحوار الدكتور حسن النعمي الذي اقترح أن يكون الاحتفاء بالرواد والمبدعين السعوديين عبر طباعة إنتاجهم الأدبي والثقافي، فيما انتقد حسين بافقيه تجاهل نادي جدة لطباعة إنتاج محمد حسين عواد عندما اختاره عنوانا لأحد ملتقياته، وقال: «نادي الرياض أطلق مشروعا يتمثل في كتاب الشهر، ونشر عددا من الكتب النادرة .. أتمنى أن يعاد هذا المشروع وتعمل عليه الأندية الأدبية كافة لحفظ الذاكرة الثقافية الوطنية». وأضاف «الأندية الأدبية مطالبة بهذا الأمر، كذلك رجال الأعمال»، ولفت إلى أن اثنينية عبد المقصود خوجة سجلت السبق في إعادة إنتاج تراث الرواد، وزاد «لكنها لم تصدر حتى الآن مجلتي الرائد والأضواء لعبد الفتاح أبو مدين». وفي محور الأغاني الحجازية تحدثت المجموعة عن أغنية «عروس الروض يا ذات الجناح يا حمامة»، و«يا بنت حساني أبوك وصاني»، وقالوا: إن الأغنية الحجازية وصلت إلى أدغال أفريقيا وانتشرت شرقا وغربا، وأرجع النعمي والدكتور يوسف العارف ونبيل زارع انتشار الأغنية الحجازية إلى سهولة لحنها وحفظها من قبل الحجاج الذين نقلوها إلى ديارهم، وهنا علق حسين بافقيه قائلا: «في الحقيقة وجد عدد من المجلات مثل البيان وصحيفة أم القرى والقبلة وصوت الحجاز وغيرها التي كانت تصدر في مكةالمكرمة في المغرب العربي، وفي أقطار عدة، وذلك لأن الحجاج كانوا يأخذونها كنوع من الهدايا». وفي مداخلة طالب النعمي صحيفة أم القرى بطباعة الأعداد القديمة من الصحف التي كانت تصدر في مكة، ورد بافقيه أن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة وافق على مشروع أرشفة أرشيف أم القرى الذي يعود إلى 88 عاما، ومعالجة وثائقه على أسس علمية بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز التاريخية، وقال: «استطاع الزميل رئيس قسم الطباعة محمد فتيني أن يتعامل مع العدد الأول، والآن يطبع ويوزع في المناسبات الثقافية». وعدد بافقيه الخطوات التطويرية المستقبلية لأم القرى، قائلا: «تعمل حاليا على إنشاء الموقع الإلكتروني الذي سيكون حلقة الوصل بين الصحيفة وقرائها، كما أن المطابع التي تعد الأحدث ستدشن بداية العام الهجري المقبل، إضافة إلى أننا وضعنا خطة توزيع جديدة تتيح للمستفيد الحصول على الصحيفة في كل مكان». وأعلن بافقيه عن توجه لإصدار الصحيفة يومين في الأسبوع؛ نظرا لضغط الإعلان.