* لنأخذ الأمر على أنه شكل من أشكال التعبير عن الرأي .. هو نوع من أنواع العنف وهي ثقافة باتت تتمدد في مجتمعنا .. لغة العنف إن لم نواجهها بقوة فإنها سوف تتغلغل أكثر في مجتمعنا .. اليوم نمارس في الأسرة وهي أساس وحدة المجتمع عنفا بشكل لفظي وجسدي وفكري.. لم نواجه (مؤسسيا) هذا العنف بقوة والنتيجة الطبيعية أنه خرج من محيط الأسرة وتحول إلى لغة خطاب مع مؤسسات المجتمع الأخرى .. المشكلة لا تقف عند عنف هؤلاء وهو سلوك مرفوض بكل المقاييس بل الخطورة أنه يجد قبولا من بعض الفئات ويرون فيه شكلا من أشكال التعبير الشجاع يصعب تحديد خلفيات تكوينه ولكن المؤكد أنها حلقه تتكامل بين كافه مؤسسات التنشئة الاجتماعية، الصعوبة تكمن في تحديد النسبة بين مؤسسه وأخرى في المسؤولية. * لنستطيع حل هذه المشكلة علينا أن ندرس أسبابها وخلفياتها الفعلية دون الاكتفاء بالآراء الانطباعية لأننا مجتمع يتغير بسرعة كبيرة، مؤسسات التنشئة بالعموم تقع في موقع الاتهام ولكن كما قلت سابقا أيهما يتحمل الوزر الأكبر؟ وغير ذلك وبعيدا عن تحميل المسؤولية هل نحن نعمل على استراتيجية وطنية لتوجيه تلك المؤسسات خاصة الرسمية منها مثل المدرسة والجامعة والمسجد والإعلام الرسمي ومؤسسات الشباب ومن في إطارها هل تمارس دورها في توجيه التغير الاجتماعي وفق استراتيجية وطنية تتفق في أهدافها وإن اختلفت أساليب كل مؤسسة عن الأخرى بحسب طبيعة الدور والمستفيد .. علاج المشكلة ممكن فقط علينا تحدي الأسباب بشجاعة ورؤية تضع الوطن ومصلحته في المقدمة. * يسهل علينا توجيه الاتهام ويمكن أن نربطها بمؤسسة أو أخرى ولكن الإشكال يبقى في موضوعية الاتهام .. كما قلت سابقا أكثر من مؤسسه تشترك في المسؤولية وخاصة مؤسسات التنشئة الاجتماعية .. تلك المؤسسات التي نسيت أن تعلمنا التسامح والحوار وثقافة التعدد الفكري.. رغم أن ديننا أساسا دين يرتكز على ثقافة التعدد والاختلاف وفق منهجية الالتزام بالثوابت .. تنشئتنا اعتمدت فلسفة الخلاف وليس الاختلاف .. وفق ذلك لا أرى المسؤولية في جهة واحدة بل هي مجموعة من المؤسسات وخاصة مؤسسات التنشئة الاجتماعية .. حان الوقت لأن يكون لدينا استراتيجية وطنية نتفق على أهدافها ونترك وسائلها لكل مؤسسة من خلالها نعيد صياغة شكل العلاقة بين المواطن والمواطن .. وبين المواطن ووطنه .. نتعلم من خلالها ثقافة الاختلاف مع الاحترام لفكر الآخر .. المهم أن نواجهها جميعا وكل حسب دوره ومسؤوليته ولا نقع في خطئنا مع الإرهاب عندما تركنا المسؤولية الرئيسة لوزارة الداخلية ولم تضطلع المؤسسات الأخرى بدورها مما أفرز بعض النتوءات التي أشعلت وكسرت بعض مقاعد الثقافة باسم الاحتساب. * كاتبة ومثقفة سعودية