ليس من حقنا أن نطالب بمعرفة حيثيات حكم قضائي صادر بحق شخص من الأشخاص، وقد لا يعني القضاء إن أرضانا ذلك الحكم أو لم يرضنا، غير أن المسألة تأخذ شكلا مختلفا ووضعا مغايرا حين يصبح أصحاب القضية أهالي منطقة كاملة يتجاوز عددهم 600 أسرة، وتكون القضية متصلة بتلوث بيئي أدى، حسب التقارير الطبية وصحيفة الادعاء، إلى إصابة عدد من سكان المنطقة بالسرطان ،كما تسبب في ردم عشر آبار أثبتت الفحوص عدم صلاحيتها للشرب وللسقيا، إضافة إلى تضرر كافة المنتجات الزراعية في المنطقة. نحن إذن أمام قضية رأي عام يحق لنا أن نطالب بمعرفة حيثيات الحكم القضائي فيها، خاصة حينما يكون الحكم موقع خلاف بين المحكمة التي أصدرته وهيئة التدقيق التي رفضته وأعادته إلى المحكمة الإدارية لإعادة النظر فيه فأصرت المحكمة على حكمها ثم أصر التدقيق على رفضه وأعاده لها مرة أخرى . القضية التي يجد كل مواطن أن له الحق في معرفة حيثيات الحكم فيها هي قضية حمراء الأسد في منطقة المدينة والتي يعاني سكانها من تلوث بيئي ناتج عن وجود 70 حوضا تم استخدامها للتخلص من النفايات الصناعية السائلة يؤكد الأهالي وتؤكد التقارير الطبية والبيئية، التي أصدرتها أكثر من جهة علمية متخصصة، أنها وراء ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان بين الأهالي، وقد نظرت المحكمة الإدارية القضية على مدى عامين وانتهت إلى صرف النظر عنها، وهو ما يعني أن ليس لأصحاب القضية الحق في دفع الضرر عنهم أو مطالبتهم بأي تعويض عن الأضرار التي أصابتهم وحلت بمزارعهم وأراضيهم وآبارهم نتيجة استخدام منطقتهم لتصريف نفايات صناعية سامة، هذا الحكم الذي انتهت إليه المحكمة لم يقبله التدقيق فأعاده إلى المحكمة وحين أصرت عليه أعاده لها ثانية وهو منظور أمامها للمرة الثالثة الآن وليس بمستبعد أن تصر عليه كذلك. من حق المحكمة أن تحكم بما تراه، ولا يناقشها فيما قضت به غير التدقيق، أو ما يعرف في التنظيم القضائي الجديد بالاستئناف، غير أن من حقنا، ما دامت القضية قضية رأي عام، أن نعرف الحيثيات التي جعلت المحكمة تصرف النظر عن قضية تلوث راح ضحيتها كثير من المواطنين الذين أصيبوا بالسرطان وأفسدت أراضي زراعية وأدت إلى ردم آبار أصبحت مياهها سامة بما تسرب إليها من النفايات السامة في ال 70 حوضا التي لم تجد المصانع غير منطقتهم ترمي بها فيها، من حقنا أن نعرف حيثيات الحكم ونعرف كذلك حيثيات الإصرار على الحكم حين رده التدقيق إليها، وذلك أضعف الإيمان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة