كشف المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي؛ أن ابنه الوحيد كاد أن يغرر به عبر تضليل أفكاره، قبل أن يتدخل ويصحح هذه المفاهيم في الوقت المناسب، مطالبا بتفعيل دور المدارس في رعاية الطلاب وحمايتهم من كافة المتغيرات الفكرية المحيطه بهم. وقال التركي خلال مشاركته بندوة الإرهاب والمخدرات بكلية المعلمين في الرياض امس «صبرت 10 سنوات حتى رزقت به، وعندما كنت أعول على المدرس بالدور الكبير اكتشفت في نهاية الأمر أن ابني بدء يطرح أسئلة غريبة، ولو لم أتدخل في الوقت المناسب لوجدت ابني في العراق أو في الصومال أو مقتولا». وأضاف التركي أنه يتعين على الأسر استشعار المسؤولية تجاه أبنائها وتفعيل هذا الدور لدى المؤسسات التعليمية، وبقية الشرائح الاجتماعية بما يخدم الوطنية وتأسيسها وفق الشرعية والمبادئ الإسلامية. ولفت اللواء التركي أن المواطن الذي سلم نفسه للجهات الأمنية طواعية بعد استدراجه والتغرير به لإحدى المناطق المضطربة، مكث في إحدى الدول المجاورة لمدة 40 يوما، واكتشف زيف ما يدعونه ما دعاه الاتصال بذويه طالبا العودة لبلاده وتسليم نفسه. وأوضح المتحدث الأمني أن العمل الإرهابي فشل في إحداث الفوضى داخل المملكة، مضيفا أن القاعدة كانت حريصة على استدراج الشبان السعوديين للمناطق المضطربة والتغرير بهم، وتعبئتهم فكريا ضد بلادهم وحكومتهم. وقال التركي: «خلال العام الماضي كشفت الأجهزة الأمنية عددا من محاولات الفئة الضالة للتسلل داخل المملكة لتنفيذ مخططاتهم واستدراج المغرر بهم إلى خارج المملكة لتأهيلهم وبرمجتهم للعودة للمملكة لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية». وأكد المتحدث الأمني أن هناك دولا تحاول الإساءة للمملكة عبر إعلانها في عمليات القبض على الفئة الضالة بإبراز أي متورط من الجنسية السعودية في العمليات الإرهابية، للإشارة إلى أن السعوديين فقط هم المتورطون في نشاطات القاعدة. ولفت التركي إلى أن وزارة الداخلية تحرص على تلمس المشكلة في أبعادها الفكرية، ما دعاها إلى تطوير استراتيجية الأمن الفكري وعرضه على اجتماع وزراء الداخلية العرب أخيرا لغرض الاستفادة منها على مستوى الوطن العربي. من جهته أوضح مساعد المدير العام للشؤون الوقائية بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات عبد الإله بن محمد الشريف أن المملكة مستهدفة من جانب عصابات تجار المخدرات، وهو ما تفسره عمليات القبض على المواد المخدرة بكمياتها الضخمة خلال الفترة الماضية. وأشار الشريف إلى أن أكثر المواد المخدرة استخداما في المملكة هي حبوب الكبتاجون، إذ أحبط رجال الأمن خلال العام الماضي نحو 62 مليون حبة كبتاجون، ونحو 21 كليو جراما من الهروين النقي في عام 1427ه، ما وصفها بالعملية الأكبر التي تستهدف البلاد. خلافا لاستهداف الشبان بمادة الحشيش التي تعد الأكثر تعاطيا بين هذه الفئة.