أكد الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أن الفكر الإرهابي لا يزال نشطاً وقادراً على التغرير واستدراج الكثيرين إلى خارج البلاد من أجل الإساءة إلى المملكة، كاشفاً عن أن نجله الوحيد سلطان كاد يذهب إلى مناطق الفتن والصراعات، مضيفاً أن الإرهابيين فشلوا في إحداث الفوضى داخل السعودية فانسحبوا إلى خارجها للإعداد والتأهيل، وتنفيذ مخططاتهم فيها. وذكر خلال مشاركته في ندوة بعنوان: «الإرهاب والمخدرات... وقائع وأرقام» في مسرح كلية المعلمين في الرياض أمس، أن ولده كان يسأله أسئلة غريبة عجيبة، مشيراً إلى أنه تدخل لتصحيح أفكاره، وعقد آمالاً على المدرسة التي يتعلم فيها نجله في ذلك الوقت، ولو لم يفعل ذلك في الوقت المناسب لكان ابنه في العراق أو اليمن أو الصومال، وهي مناطق تشهد فتناً وصراعات. ولم يتفق مع الكاتب الصحافي الدكتور عبدالله الكعيد الذي طالب في مداخلة بمشروع وطني يتصدى لهذه المشكلة بمراقبة الشبان بمشاركة الجهات الحكومية. وقال التركي: «هناك جزء محدود من الشبان تحت مراقبة الدولة، وآخرين تحت مسؤولية أسرهم، ولا يمكن أن نتهم الأسرة بالجهل ونحمّلها أكبر من طاقتها، فهي مسؤولة عن تغذية روح الشباب منذ الطفولة، ولا يمكن التغرير بشخص إذا كان قريباً من والديه». وشدد على أن العمل الإرهابي فشل في إحداث فوضى داخل المملكة، وانسحب إلى خارج المملكة للإعداد والتأهيل، وتنفيذ مخططاته في الداخل. وقال: «التنظيمات الإرهابية حريصة على ألا تكون بعيدة عن المملكة، وعندما أخفق نشاطها داخلياً، سعت إلى أن تكون قريبة منها واستمرت في التغرير بالشبان واستدراجهم إلى مناطق مضطربة لإكسابهم بعض المهارات». وتطرق التركي خلال الندوة التي شهدت انقطاعاً للتيار الكهربائي مرتين إلى أن العام الماضي شهد الكشف عن محاولات أشخاص من الفئة الضالة لتنفيذ مخططاتهم عبر التسلل إلى داخل المملكة، واستدراج المغرر بهم إلى خارجها لتأهيلهم وبرمجتهم للعودة وتنفيذ مخططاتهم، مؤكداً أن رجال الأمن استطاعوا التصدي لهذه المخططات ووضع حد لهم. واعتبر أن الأسلوب الذي انتهجته السعودية في مكافحة الإرهاب من الأساليب المميزة، مؤكداً أنها من بين الدول القلائل - إذا لم تكن الوحيدة - التي استطاعت أن تحيد هذا النشاط داخلها عبر متخصصين حققوا سرعة الاستجابة إلى كل المهام المنوطة بهم. وتابع التركي: «في الفترة الحالية لم نجد من يحمل السلاح، لكن لا نزال نلمس استمرار هذا الاستهداف والفكر نشطاً وقادراً على التغرير واستدراج الكثيرين إلى خارج البلاد للإساءة إلى المملكة». وأشار إلى أن المواطن الذي سلّم نفسه إلى الجهات الأمنية أخيراً، غرر به واستدراج إلى مناطق مضطربة فمكث في إحدى الدول المجاورة 40 يوماً، وعندما كشف زيف ما يدعونه من الجهاد اتصل بذويه طالباً العودة وتسليم نفسه.