بات من الطبيعي أن نشاهد فتيات يقمن بخدمة العملاء خلف أجهزة ( الكاشير ) في أغلب أماكن التسوق ، ولم يعد وجودهن يثير الفضول لدى مرتادي هذه الأسواق ، إضافة إلى عمل أٌخريات ك( سكرتيرات ) في المؤسسات والشركات الكبرى ، وبعضهن الآخر ك( مأمورات سنترال ) ، وتلك ظاهرة صحية بدأ مجتمعنا يتقبلها تدريجيا ويألفها، وماكنت أتوقع والحالة هذه أن أتلقى عبر بريدي رسالة من قارئة رمزت لاسمها ب( سعودية محافظة)، تطلب منى أن أقوم بمهاجمة أولئك الفتيات اللائي يعملن بوظيفة ( كاشيرات ) في مراكز التسوق . ولا تعرف « القارئة العزيزة « بأنني مع هذا التوجه الذي لايخدش الحياء ، فعلى الأقل ، فإن أولئك الفتيات يؤدين خدمة لزبونات تلك المراكز التسويقية من « النساء « !. الفتاة السعودية هي جزء من مجتمعنا السعودي المحافظ ، تربت على أسس قوية من الدين ، لها ما للرجل من حقوق العمل ، ولا بد من أن نتقبلها ك(بائعة ) مثلما تقبلناها « كطبيبة ، وممرضة ، ومعلمة ، وموظفة « وأن نعطيها الثقة الكاملة لتساهم في بناء اقتصاد بلادها ، وخدمة مجتمعها ، وتحسين ظروف أسرتها المعيشية في ظل هذا الغلاء المقلق ، ولم تعد المرأة قاصرة .. أو حتى غير جديرة بإدارة أي عمل يوكل لها ، وبنات جنسها يرأسن ( حكومات ) ويتولين ( وزارات ) ، ويكفي أنه يقف على رأس صندوق النقد الدولي ( امرأة ) ، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه على القارئة الكريمة ( المحافظة ) : بماذا تنصحين أولئك الفتيات إذا كانت ظروفهن المعيشية تضطرهن للعمل ، والفرص مقفولة في وجوههن ؟! . أولئك الفتيات لايعملن ( عارضات ) أو يتم استغلالهن لتشجيع الزبائن على الشراء ، بل يجلسن خلف أجهزة ( الحاسبات ) غير مبديات لزينتهن ، ويتعاملن مع مجتمع فاضل يضعهن في منزلة « البنات والشقيقات « . ووجدت بعد هذا، أن للبائعة الفرنسية ( آنا سام) كل الحق فيما أوردته في كتابها الذي عنونته ب ( متاعب بائعة ) والذي سردت فيه تجربتها كبائعة في إحدى الشركات الكبرى وما عانته من بعض أفراد مجتمعها من خلال نظرتهم الدونية لها ، ولكنها انتصرت في النهاية بعدما نجح كتابها واستطاعت أن تحدث تغييرا داخل فرنسا ، وتلقيها دعوات للظهور في برامج حوارية تلفزيونية ، كما تم استدعاؤها من قبل لجنة تتبع البرلمان الفرنسي للاستماع إلى آرائها حيال ما إذا كان ينبغي تعديل القانون ليُسمح للمتاجر بفتح أبوابها أيام الأحد ، علاوة على ذلك استعانت بها شركة ألمانية متخصصة في إنتاج المكاتب لتقديم النصح إلى مهندسي الشركة بشأن الشكل الأمثل الذي قد يرغبه الزبائن لهذه المكاتب. إذن فالواجب يقتضي أن لاتركن الفتاة للبطالة ، وأن تكافح من أجل إيجاد دخل شريف لها يكفيها ذل السؤال . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain