كان زميل رحلة الإعلاميين الخليجيين وهو صحافي بحريني قيادي التي ما زلنا في أولها إلى مصر، أكثر من شفاف وهو يقول: (لقد غيرتم نظرتي للسعوديين 180 درجة، ووجدت فيكم رفقة جميلة لا أنساها). هذه العبارة سمعتها من مثقفين وإعلاميين في سورية أيضا أثناء دورة لكبار المذيعين العرب، وفي مواقع أخرى?من الوطن العربي، وهي تكشف قتامة الصورة الانطباعية التي ولدتها لدى بعض الأشقاء ممارسات سلوكية خاطئة من بعض السواح السعوديين الذين يتصرفون باستكبار واستهتار وغطرسة، وأكثرهم للأسف مصاريفه عبارة عن قرض بنكي أو سلفة من صديق أو قريب!. أعلم أننا لسنا ملائكة، كما أننا لسنا أثرياء، بل أن الكثير منا تدعو أحواله للشفقة والعطف وتحق عليه الصدقة، ومع ذلك نتعامل في رحلاتنا السياحية بطرق غير متحضرة واستعلائية، ونخفي الإنسان النبيل البسيط الجميل في داخلنا، وكأننا نهرب من حالة نفسية وأوضاع أثقلتنا بهمومها وإحباطاتها وحصارها القاتل المتعب. لست هنا بالحكيم الناصح وأنا أحوجكم للنصيحة، لكنني أجزم أن بإمكاننا أن نكون أجمل وأرقى وأنقى عندما نتخلص من الأقنعة الزائفة التي نرتديها مع سبق الإصرار والترصد ونتواضع في تعاملنا مع الآخرين. أعود إلى الرحلة التي نظمتها مجلة سواح بالتعاون مع وزارة السياحة المصرية وبدأت من القاهرة باتجاه?مرسى علم التي أذهلني حجم الاستثمار الكويتي فيها حتى أنه هو من أنشأ مطارها الجميل، ورغم أنها أرض?صحراوية لندرة أمطارها، إلا أن القدرة على خلق مناخ ساحلي جميل عبر المنتجعات والفنادق والمنشآت?والدعاية?وتوفير مناخ يناسب رغبة السواح جعل نسبة الأشغال فيها تتجاوز 80 في المائة على مدار العام، كذلك الأمر في أحد المنتجعات الذي كان محطتنا التالية، ثم الغردقة، وبعدها الإسكندرية لحضور مؤتمر وزراء السياحة العرب، وختامها في القاهرة بضيافة أحد الفنادق العالمية. في رأيي، إن تنظيم الرحلات السياحية للإعلاميين العرب ليس مفيدا للدولة الداعية والجهة الراعية فقط بل للإعلاميين أنفسهم الذين يجدون فيها فرصة للتحاور وتبادل المعلومات وفهم بعضهم البعض، وربما استقطابا مشتركا بالمشاركة في كتابة منتظمة أو متقطعة في هذه المطبوعة أو تلك وتبادل الخبرات واستعراض التجارب لكل منهم بروح من الأخوة والحب.