أفاد الناقد معجب الزهراني أنه لم يخطط مسبقا لكتابة روايته الأولى (رقص)، موضحا أنها جاءت عفوية.. ربما فرضتها عليه ظروف الغربة إبان وجوده في فرنسا التي عاش فيها نحو عشر سنوات. وخاطب الزهراني عبد الرحمن أبو رياح أحد المتداخلين على محاضرته في نادي الباحة الأدبي، قائلا: «إذا انتهيت من قراءة الرواية وأحرقتها فلن أقاضيك». وكان أبو رياح قد سأل الزهراني عن سبب التحذير بعدم إتاحة الفرصة لمن تقل أعمارهم عن 18 عاما من قراءة الرواية.. ومضى أبو رياح مستفسرا: هل نقرأها ثم نشعل فيها النار؟. معجب أوضح «أن الكثير من المؤسسات الأدبية أو غيرها، وحينما تطبع كتابا معينا تشير إلى أن هذا الكتاب لا يصلح لفئة سنية معينة، فليس كل ما يوجد في المكتبات ودور النشر يمكن للجميع قراءته، وليس بالضرورة أن تحمل كلاما بذيئا». وأشار الزهراني إلى أن تسمية الرواية لم يأت إلا في اللحظات الأخيرة من كتابة الرواية، مستلهما المسمى من مضمون القصة وأحداثها التي ألمح فيها إلى جوانب عدة من حياة قريته ومراسم زواجه، كون مناسبات الزواج في ذلك الوقت تتقمص الفرح بشكل عفوي لا يخلو من الأهازيج والرقصات التي يشترك فيها الرجال والنساء معا فيما يعرف ب (الشبك)، وتعبر عن ليلة العمر والاحتفال البهيج بالزواج. وأبلغ معجب حاضرات وحضور أمسيته في النادي أخيرا بمشاركة الدكتورة ميساء الخواجة التي قدمت قراءة نقدية للرواية، أنه تأثرا كثيرا بالعادات والسلوكيات والثقافة الفرنسية، مشيرا إلى أنها شكلت نقطة تحول جميلة في حياته. ولفت الدكتور صالح معيض الغامدي في مداخلته أن الرواية اختزلت في مسمى لا ينسجم مع أحداثها، معتبرا أن ذلك هضما لحقوق الرواية، ودعا إلى الانتباه لمثل هذه النقطة التي يعتبرها أمرا مهما لجذب الأنظار. وأيده معجب في رؤيته، لكنه أكد مجددا أنه لم يتعمد، ولم يضع مسمى الرواية عن عمد بل جاء مصادفة وفي وقت ضيق قبل طباعتها. ورأى الشاعر محمد الشدوي أن معجب وعبر أحداث روايته يؤكد أصالته القروية، وحنينه إلى الماضي، وليس كما يشاع ويقال عنه في مواقع الإنترنت والمنتديات من أنه فرنسي الطبع والتطبع. فيما اعتبر القاص علي السعلي أن رواية معجب مجرد ثرثرة، وحديث ذكريات، مبديا عدم قناعته بأسلوب طرحه كونها كما يقول تخلو من الحبكة الروائية بمضمونها ودلالتها. مداخلة من قسم النساء، تمنت مشاركة الرجال في رقصاتهم الشعبية، وقالت إن أحداث القصة وجمالياتها استهوتها وحركت شجونها. الدكتورة ميساء الخواجة قدمت قراءة نقدية (مطبوخة) لا تعدو عن كونها مجاملة، لم تشر فيها إلى أية ملاحظات أو جوانب قصور في الرواية، برغم الملاحظات التي سجلها الحضور والمداخلون. وأعلن الزهراني في الأمسية أنه يحضر لرواية جديدة، لكنه لم يفصح عن تفاصيل أخرى، وقال: بعد عام ونصف سأتقاعد، حينها سأجد متسعا من الوقت للتفرغ التام للمجالات الأدبية، ولو أن «وادي الصدر»، يعني قريته في زهران، مكتفية بالماء لعدت لقريتي فلاحا. أدار الأمسية الدكتور عالي القرشي وحضرها مدير عام الأندية الأدبية عبد الله الأفندي الذي أطلق الرواية بوجود مدير عام التربية والتعليم في الباحة سعيد مخايش وعدد من المهتمين في الشأن الثقافي والأدبي.