أكد ل«عكاظ» محافظ السليل مساعد الماضي أن تحقيقات الأجهزة الأمنية مستمرة لمعرفة المتسبب في حادث النقل الجماعي الذي ارتطم بمؤخرة شاحنة الأربعاء الماضي على طريق السليل الرياض، والذي أدى إلى وفاة 22 وإصابة 17 آخرين. وذكر الماضي أن إدارة الأدلة الجنائية ما زالت تحاول التعرف على الجثث، مرجعا تأخر تسليمها لذويها إلى تفحمها كليا، ومؤكدا أن نتائج التحقيقات القائمة ستكشف الحقائق للجميع قريبا. من جهته، أكد المدير الطبي في مستشفى السليل الدكتور أحمد رمزي أن 12 من المصابين في الحادث خرجوا أمس من المستشفى بعد استقرار حالتهم، فيما تبقى خمسة منهم، أحدهم ما زال في العناية المركزة ويعاني من التهاب رئوي شديد وعتمة في العينين بسبب اختناقه داخل الباص، والآخرون في قسم الجراحة وحالتهم مطمئنة. محمد إبراهيم (52 سنة) وهو أحد المصابين الناجين من الحادث، يتحدث ل «عكاظ» عن لحظات الرعب التي عاشها، ويقول: الحمد لله أنني لا زلت حيا حتى هذه اللحظة، حيث كنا في طريقنا إلى محافظة السليل، وقبل وقوع الحادث تفاجأنا بالسائق يخرج عن مساره على الطريق أكثر من مرة ويستفيق على تنبيهات الركاب الذين طلبوا منه التوقف لما رأوا عليه من شدة النعاس ومغالبة النوم، لكنه لم يستجب لهم، وما هي إلا لحظات من تنبيهنا له حتى التحم بشاحنة كانت متوقفة على جانب الطريق، حتى إن بعض الركاب تطايروا من مقاعدهم من شدة التصادم، خاصة أصحاب المقاعد الأمامية، وانقلب الباص واشتعل، وبدأت الفوضى والصياح وصرخات الألم والاستغاثة، ومنعني حطام المقاعد من الخروج، فكسرت النافذة الخلفية برجلي وخرجت، وخرج معي معظم الركاب الذين كانوا في المقاعد الخلفية، وبدأت النار تلتهم الحديد وبعض الركاب العالقين في الداخل، وأصواتهم المستنجدة تتلاشى، حتى وصلت الأجهزة الأمنية والدفاع المدني، بعدما تفحمت الحافلة وتفحم من كان بداخلها، ونقل المصابون الذين استطاعوا الخروج بواسطة الهلال الأحمر لمستشفى السليل. وعلمت «عكاظ» أن الطريق الذي وقع عليه الحادث لا يزال تحت الإنشاء ولم يسلم لوزارة النقل، حيث اجتهدت الشركة المنفذة بفتحه بهدف تخفيف الازدحام.