ولما تلاقينا ... وجدت بنان العامرية أحمرا! فقلت: خضبت الكف بعد فراقنا فقالت معاذ الله ذلك ما جرى ولكنني لما رأيتك راحلا بكيت دما حتى بللت به الثرى مسحت بأطراف البنان مدامعي فصار خضابا بالأكف كما ترى * فهذا عاشق.. أحس بالدهشة حين رأى الخضاب على أنامل محبوبته!! * أفهمته أنها بكت عليه دما يوم فراقه .. ثم مسحت هذا الدم بكفيها .. فتخضبت أناملها .. فهي لم تتزين بعد رحيله حزنا عليه!! * ويرى الأطباء .. أن الذين لا يحبون .. أو لم يتذوقوا الحب.. يدهشهم هذا الدمع الغريب!! .. لأنهم لا يعرفون ولا يدركون قوانين الحب وأحكام القلوب!! * فالذين يحبون يغرقون في دمع هتون في البعاد والوصال.. في البعد خوف وفي القرب خوف!! * إن حكمة الدموع إذا تدبرناها!! رحيق للحب.. تغتسل به المآقي .. وتتطهر به الروح .. وتسبح فيه القلوب!! فنحن لا نبكي في الحب للحدث فقط .. ولكننا نبكي أيضا .. للذكرى .. ولأطياف تشاغل الخاطر وتعبث في حنايا القلب!! * ولقد ظل إفراز الدموع علامة مميزة للمرأة .. ولكن الواقع الطبي أثبت غير هذا .. فالبكاء وإفراز الدموع .. ليس علامة نسائية .. وإن كانت النساء أكثر إذرافا للدموع العاطفية.. ولكنه طريقة من الجسم لإخراج الآلام والتخلص من الانفعالات!! * إن دموع الحب .. أرقى أنواع الدموع .. تحمل خارج الجسم المواد الزائدة من الهرمونات والأملاح والأفيونات التي يفرزها الجسم عند الانفعال سرورا أو حزنا أو ألما أو غضبا؟! * شيء مهم جدا يؤكده الأطباء .. أن بكاء الرجال يحميهم من قرحة المعدة وضغط الدم والقولون والقلب والأرق .. وأن النساء أقل تعرضا لهذه الأمراض من الرجال لا لشيء إلا أنهن باكيات دون الرجال!! قالوا: الدموع .. جملة بليغة بلا كلمات! * طبيب باطني ت: 6652216