كشفت مصادر مطلعة أن المذكرة التي سيقدمها بعض أصحاب مصانع الطوب الأحمر إلى وزارة التجارة، بعد غد الإثنين، لتبرير رفع الأسعار ستتضمن أسبابا تدخل في التكاليف المباشرة وغير المباشرة، يأتي في مقدمتها ارتفاع شريحة الكهرباء الصناعية، انقطاعات التيار في مواسم الصيف التي تعتبر بالنسبة لمصنعي الطوب الأحمر ضمن المواسم التي ترتفع فيها معدلات الطلب، ارتفاع أجور العمالة، ارتفاع أسعار قطع الغيار التي غالبا ما تكون مستوردة بسبب عدم وجود مصانع محلية تصنع تلك القطع. كما سيتضمن التقرير أيضا من المسببات ارتفاع أسعار الرمل، ارتفاع أسعار شاحنات النقل خاصة في موسم الصيف كون بعض المصانع لا يملك شاحنات نقل تغطي حجم إنتاج مصانعه لنقلها بين مدن المملكة، نتيجة بعد مقار المصانع الرئيسة عن المناطق المستهدفة، وهذا ما يكشف تفاوت الأسعار بين منطقة وأخرى. وأوضح مدير مبيعات أحد أشهر مصانع الطوب الأحمر في المملكة غازي الميمني، أن سوق مواد البناء يمر بين فترة وأخرى بارتفاعات مماثلة، بسبب ارتفاع أسعار المواد الداخلة في الطوب. وقال «في هذه المرحلة بالذات تزامنت الارتفاعات مع فترة موسم ما قبل الاختبارات التي يطلب فيها عدد كبير من المقاولين ما يغطي احتياجات المشاريع التي ينفذونها لكي يمنحوا أنفسهم فرصة الاستمتاع بالإجازة الصيفية، التي ستبدأ بعد شهر تقريبا الأمر الذي أدى إلى زيادة الطلب على حجم المعروض. الميمني نفى أن يكون لهم أية علاقة أو قضية بارتفاع الأسعار، مؤكدا في الوقت ذاته أن حضورهم إلى الاجتماع، الذي عقد في جدة بحضور وكيل وزارة التجارة المساعد لشؤون المستهلك صالح الخليل، هو تلبية لدعوة الوزارة الموجهة إلى مصنعي الطوب الأحمر في المملكة. وأضاف أن الأسعار التي يتعامل بها لكل ألف طوبة تراوح ما بين 2300 2500 ريال في المدينةالمنورة، وتزداد في جدة، بما يعادل 500 ريال فقط. في حين كشف مصدر مسؤول في أحد مصانع الطوب المحلية، فضل عدم ذكر اسمه، عن واحد من أهم الأسباب التي تحدث تفاوتا في أسعار سوق الطوب وهو أن معظم المصانع تستبعد صنع الطوب الأحمر ذي ال 12 فتحة، بسبب حاجته إلى تجفيف تصل مدته إلى 24 ساعة. وقال: تلجأ بعض المصانع عادة إلى إغراق السوق بالطوب ذي التسع فتحات لأنه أرخص تكلفة، وهو في المقابل أقل جودة من الطوب ذي ال 12 فتحة فهو لا يحتاج إلى وضعه في أجهزة التجفيف سوى لمدة أربع ساعات فقط، ويستخدم عادة في بناء الجدران الفاصلة بين الغرف، ويعرف باسم «طوب الفواصل أو طوب الحوائط الفاصلة». ومضى «أن السبب الرئيس في إغراق السوق بالطوب ذي التسع فتحات هو أن بعض المصانع لا توجد فيها أجهزة تجفيف خاصة بالطوب ذي ال 12 فتحة في كل فروعها لارتفاع سعره، وإذا وضعت الطوب في المجففات لمدة أقل من 24 ساعة فإن نسبة الهالك فيه تصل إلى 70 في المائة، الأمر الذي يؤدي ببعض المصنعين إلى رفع الأسعار لتعويض الخسائر التي يتكبدونها بسبب الهالك من طوب داخل المجففات نتيجة استعجالهم في إخراجه للسوق». وقال «عندما يحسب المقاول تكلفة المشروع ويقدم سعره في المناقصة الحكومية فهو يتعامل مع السعر الحالي للسوق، لكن الارتفاع المفاجئ وغير المتوقع يضطره إلى مواصلة المشروع على نفقته الخاصة أو التوقف عن العمل».