شاع بين العامة أن السباحة ليست وسيلة جيدة لإنقاص الوزن، لكنها معلومة مغلوطة كانت تؤكد عليها صور السباحين ضخام الجسم الذين يخوضون مسافات كبيرة من المحيطات الباردة، صحيح أنك عندما تسبح فإن الماء يساند جسدك، ولأنك غير مجبر على مقاومة الجاذبية الأرضية، فإن ما تحرقه من السعرات الحرارية قليل، كما أنه من الصحيح أيضا أن سباحي المسافات الطويلة ليسوا مثالا جيدا على رشاقة الجسم، (بل هم من يسعون لاكتساب الدهون لحمايتهم من البرد)، وصحيح كذلك أن الرجل الذي يزن 75 كيلو ويسبح بسرعة معتدلة يحرق قرابة 6 سعرات حرارية في الدقيقة وهو شيء لا يذكر، حيث إن بإمكانه حرق ضعف عدد هذه السعرات بمجرد الركض بسرعة لا تزيد عن قطع ميل في خلال 12 دقيقة.. في هذا العدد سنفتح الباب للحديث عن هذه الرياضة المائية: قبل أن تنصرف عزيزي القارئ عن فكرة ممارسة السباحة بحسب ما قرأته في المقدمة، عليك أن تفكر في هذه الحقيقة وهي: أن بوسع الرجل صاحب ال 75 كيلو أن يضاعف كم السعرات الحرارية المحترقة من خلال السباحة بشكل أسرع، فالسباحة بطريقة الفراشة تحرق قرابة 14 سعرا حراريا في الدقيقة، وهو معدل يفوق ممارسة التنس والاسكواش وحتى كرة القدم فنحن هنا نتحدث عن التركيز، وذلك يفسر السبب في كون السباحين الأولمبيين يكونون على نقيض سباحي المسافات الطويلة، يتمتعون بأجساد رشيقة أهلت بعضهم للقيام بأدوار خطيرة تحتاج لرشاقة ولياقة عالية على شاشات السينما والتلفزيون. إن السباحة تقدم فوائد أخرى لا يمكن تجاهلها. فلأنك تجد مساندة من المياه فإنك تجدها رياضة غير مجهدة نسبيا، وبالتالي فليس بها إصابات، وللسبب ذاته فإنها تعد كذلك مرانا عظيما إذا ما كنت ذا وزن زائد، حيث إنها لا تعرض المفاصل لضغوط مقاومة الجاذبية في رياضات أخرى مثل الركض، كما تنوع طرق السباحة تدرب مفاصلك على أنماط كثيرة تؤدي إلى تحسين مرونتك، والأهم أنها تقدم لجسدك تدريبا لكامل عضلاته وهو أمر لا يتوافر إلا في قليل من التدريبات البدنية الأخرى. التهيؤ للبدء بعد أن علمت كل هذه الفوائد ربما ستهرع بنفسك على الفور إلى المياه، لتسبح كيفما اتفق وبكل قوة من طرف إلى آخر لدرجة قد تعرض حياتك لخطر محدق دون أن تدري. هنا يجب القول: إن السباحة لا تعد رياضة تتقن بلا جهد، فإنك إن أمعنت النظر في حمامات السباحة لوجدتها مليئة بأناس يبدو أنهم أشد حرصا على الحفاظ على أنفسهم في أداء التدريبات، ونحن سنبين كيف تنتقل من مرحلة «السباحة بعشوائية» إلى إتقان السباحة حتى وإن كنت تمارسها بيسر من قبل. خطوات عملية 1- تلق دروسا فتعلم السباحة ليس خاصا بالمبتدئين ولكن حتى ولو كنت قادرا على السباحة بكل يسر ونجاح ، إلا أنك بحاجة إلى تعلم الأسلوب الملائم لك. 2- كن صبورا ولا تتوقع أن تستوعب الأمور بسرعة، إلا أن السباحة ليست من تلك الأمور فتعلم أسلوب السباحة المناسب أمر يتطلب وقتا وصبرا. 3- استرخ في الماء فعندما تتعلم السباحة فإن أهم شيء عليك القيام به هو أن تسترخي، وهو كذلك أصعب شيء فبحسب كولينز «حينما يحاول الناس تعلم السباحة فإنهم يصابون بالعصبية والتوتر، وعندما يجدون أنفسهم على مشارف الغرق فالأمر الصعب هو أنك بحاجة إلى أن تسترخي حتى تفك عضلاتك. 4- انتقي المعدات المناسبة فليس هناك الكثير مما يجب عليك شراؤه مجرد بدلة ونظارة سباحة وأنت من تختار بدلة السباحة المناسبة، أما نظارات السباحة فهي ضرورية جدا فالمواد الكيميائية التي تحافظ على المياه من الفيروسات قد تكون مضرة بالعين، أما سدادات الأنف والأذن ليستا ضرورتين فالله سبحانه وتعالى قد خلق الجسد البشرية مصمم لكي يتحمل البلل في تلك الفتحات خاصة. في العدد القادم سنتناول السباحة من أجل الرشاقة وتدريب وأمثلة أكثر للوصول إلى نتائج مرضية في رياضة السباحة.