الديك الفرنسي، لن يتمكن من الصياح عاليا، ولا الذهاب بعيدا، فرنسا التي لا تساوي شيئا من غير زيدان، على حد تعبير الشوالي، وعلى حد تدبير الخيال الكروي أيضا، سوف تدفع ثمن دخولها المونديال، بطريقة غير مشروعة، وبهدف غير قانوني، وسوف تخسر ما هو أهم من التأهل للأدوار المتقدمة: كرامتها أيضا !، هولندا أسعد حظا، لأنها أشد بأسا، سوف تخسر النقاط فقط، أما كرامتها، فهي لم تمتلكها أصلا، على مستوى هذه البطولة، لتخسرها !، أقصى ما يمكن لهولندا فعله، هو إحراج الطليان، لكن إحراج الطليان أمر يمكن حتى لليابان صناعته، إذ أن عقدة إيطاليا الدائمة، هي في كيفية جمع النقاط، في المجموعة، لتتنفس الصعداء، في أدوار خروج المغلوب، الألمان هم الذين سوف يخرجون رافعي الرأس، لن يذهبوا بعيدا، لكنهم سيبقون على كبرياء الركض، إيطاليا إما أن تربح كل شيء، أو تخسر كل شيء، ورطتها الدائمة، في نظام النقاط، في المجموعات، وهي إن نجت من هذا الحصاد، فسوف يصعب كبح لجامها، فرقة عجيبة: ليس من السهل أن تكسب، لكن من الصعب، والصعب جدا، أن تخسر !، الأفارقة لن يتمكنوا من صنع معجزة، ففي غياب المنتخب المصري، عن العرس العالمي، يصعب تخيل عريس أفريقي حقيقي، لكن حظها سيكون أفضل من آسيا، التي لن يكون لها سوى حضور باهت، الفرق القادرة على خطف اللقب، أربعة: إسبانيا، وإنجلترا، والأرجنتين، والبرازيل، مع حضور كبير لحظوظ الطليان، شخصيا أتمناها للأرجنتين، لكن مارادونا المدرب، ليس بدهاء مارادونا اللاعب، بل يكاد يكون نقيضه تماما، وهذا شيء طبيعي جدا، فهو يوم كان لاعبا، لم يكن بحاجة لسماع خطط، وتكتيكات، المدربين الذين مروا عليه، كان يعرف دائما، ما الذي عليه عمله، والأمل الوحيد اليوم، كامن في أن الرجل قد جرب كل الخطط الفاشلة، ومشى في كل الدروب الخائبة، ولم يعد أمامه غير أن ينجح، فقط عليه أن لا يلعب، بأي تكتيك سبق له أن لعب فيه!، وعلى ميسي أن يكون حاضرا، وباتقاد يكفي للذهاب بعيدا في الحلم، وإن كنت أظن أن كلمة السر في المنتخب الأرجنتيني، هي هيجوين !، قلت: أتمناها أرجنتينية، لكنني أتوقعها إنجليزية، فكل ما كان ينقص الكرة الإنجليزية، هو الفكر الإيطالي، القادر على الصمود، والأقل تهورا، والعارف دائما بكيفية عزل مهام كل لاعب عن الآخر، ثم دمج هذه المهام، في صالح هدف محدد وواضح، وأظنها الفرصة الأخيرة، السانحة، لجيرارد، لفعل شيء يوازي موهبته، وقتاليته في الملعب، بعد ذلك لا يتبقى غير قليل من الحظ، وكثير من اليقظة لحارس مرماه، فكم من بطولة خسرها الإنجليز، بسبب ارتخاء ذراعي حارس المرمى، في اللحظة غير المناسبة !، المنتخب الأسباني رائع ومكتمل، هذه ميزته، وهذا عيبه أيضا، فالتاريخ لا يحتفظ بذكريات طيبة، لتلك المنتخبات التي تحضر مكتملة، وشديدة النضج، قبل البطولة، بعكس تلك المنتخبات التي تبدأ ناقصة، ثم يكتمل حضورها داخل البطولة، لم يبق سوى المنتخب البرازيلي، وهو مرشح للكسب دائما، فقط لأنه المنتخب البرازيلي!.