(سجلوه أنتم وأدخلوه أو ارموه في الشارع) عبارة مؤلمة وقاسية نطق بها مربي أجيال أؤتمن عليهم وأمام أب وأم أصيبا في فلذة كبدهما ثم فقداه من بعد، هذا ما جاء من خلال الكتيب الصادر بقلم د. وليد فتيحي بعنوان من الذي قتل ابني ماجد؟ والذي يحكي فيه مأساة إنسانية لطالب توفي جراء الإهمال خلال رحلة مدرسية إلى مدينة الملك فهد الساحلية، وحقا إنها لمأساة أن تصدر مثل هذه العبارات من مدير مدرسة تخلى عن مسؤولياته ورفض التوقيع عن الطالب المريض كإجراء قانوني من قبل المستشفى الخاص التي نقل إليها بعد غرقه في أحد المسابح خلال هذه الرحلة المدرسية، بل حاول أن ينقله إلى مستشفي حكومي آخر وأن لا يوقع أي مستند نظامي يفيد بتحمله المسؤولية لولا إصرار والديه على عدم الموافقة على النقل لعلمهم بمستوي الرعاية في المستشفى الخاص حفاظا على ابنهم كما جاء على لسان والده الذي روى هذه القصة في الكتيب المشار إليه من قبل. وماذا بعد؟ وإلى متى؟ تبقى اللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية وموت الضمير صفات بعض المسؤولين أمام الله قبل أن تكون أمام رؤسائهم. والذين يسطرون بذلك رسائل إلى كل أب وأم أن أبناءهم في خطر. نداء من جميع أولياء الأمور والذين أنعم الله عليهم بأبناء وبنات هم أغلى ما يملكون، بل زينة الحياة الدنيا وأرسلوهم طواعية إلى المدارس والجامعات لتلقي العلوم النافعة، وتحمل أمانة المسؤولية عنهم بعد الله عز وجل بعض من لا يراعون الله حق رعايته أمثال هذا المدير ورجاء إلى المسؤولين أن لا تمر هذه الحادثة سراعا وكأن شيئا لم يكن، بل لابد من محاسبة المقصر حتى يكون عبرة لغيره، بل وليطمئن الآباء والأمهات مستقبلا على أبنائهم وبناتهم عند إرسالهم لدور العلم لمعرفتهم التامة بأن المقصر سوف يأخذ جزاءه وأنهم سيكونون بين أيدي أمينة. وصبرا أم ماجد يا من قيلت هذه العبارة القاسية أمامك دون مراعاة لأمومتك وحفاظا على مشاعرك وفي لحظة كان فيها فلذة كبدك بين الحياة والموت. عبد العزيز أحمد مختار