يجول في شوارع المدينةالمنورة وافدون تخصصوا في نقل الزوار بشكل مخالف لما نصت عليه الأنظمة وتجدهم يمرغون مزاراتها ليل نهار وتحت أنظار منسوبي مرور المدينة وفرع وزارة الحج من خلال حافلات وسيارات خاصة ينقلون من خلالها الزوار الوافدين إلى طيبة من كافة أنحاء العالم من خلال سمسرة بآلاف الريالات قاطعين الطريق على المواطنين الذين يتم منعهم تحت ذريعة أنهم مخالفون. يمتهن الوافدون مهنا استقدموا من أجلها للمملكة، لكنهم هجروها أمام إغراءات النقل، تنحصر تلك المهن في السباكة، النجارة والكهرباء، وهم وجدوا من يتستر عليهم من مؤسسات تعود لمواطنين تصدر عقودا وهمية وملصقات توضع على أبواب سيارات النقل من أجل التمويه على الجهات المختصة، وهو الأمر الذي جعلهم في منأى عن أيدي رجال المرور وموظفي المراقبة الميدانية لفرع وزارة الحج. السيطرة على قطاع النقل في المدينة وفي وضح النهار أثار حفيظة المواطنين وقادهم إلى التقدم بشكوى رسمية لمرور المدينة. وفي ذلك يقول المواطن نويعم سعود اللقماني وهو يعمل على حافلة صغيرة «أنا لا أملك في الدنيا إلا سيارتي التي ألتقط منها رزق أبنائي ولكن مرور المدينة وقف لي بالمرصاد بينما حافلات الوافدين تعمل وتحت أنظارهم من خلال عقود وهمية تبرز لرجل المرور وبالتالي يتم تركهم مما ضايقنا في عيشنا». الياس الهوساوي سائق آخر يرى أن المرور ووزارة الحج لا تتعاون مع السائقين السعوديين، «إن الوافدين يعملون سائقين لحافلات الزوار مع أن مهنهم الأصلية طباخون وسباكون وكهربائيون، ونحن المواطنين نمنع بحجة مخالفتنا، فلا هم عدلوا وضعنا ولا هم سيطروا على احتيال المخالفين من الوافدين». أما خالد مسعد الجهني فيطالب الجهات المعنية بالتدخل لوضع حد للوضع برمته. بينما يتحسر محمد الحربي، «المرور يبرز عضلاته على السائقين السعوديين من خلال القسائم بدلا من تنظيمنا، فنحن مع النظام ونحن أبناء البلد وأيضا نحن نجري على أسر وأيتام وأطفال وليس لنا إلا الله ثم السيارات». إزاء ذلك أبدى مدير مرور المدينةالمنورة العميد سراج كمال استياءه من الوضع خلال شرحه على خطاب يتضمن شكوى السائقين (حصلت «عكاظ» على نسخة منه)، إلا أن مرور المدينة لم يتحرك في هذا الجانب. وكان السائقون السعوديون قد قدموا في خطابهم شرحا موجزا عن أن هولاء الوافدين يعملون بعقود مزورة ووهمية وأن أسماء المؤسسات التي على أبواب سياراتهم متسترة عليهم، فرد العميد سراج كمال على خطابهم بما نصه: «المقدم دحيم، قائد السير في مرور المدينة وضع سيئ للغاية يعلم الله وفوضى عارمة بالمركزية يجب أن يوضع لها حد، والمستلمون بالمنطقة يجب أن يكونوا على بينة ودارين بما يحاك وإعادة الوضع إلى الصحيح ومعاقبة السيارات الأجنبية ويشكر كل من ساهم في هذه المعلومات». إلى ذلك أوضح ل «عكاظ» مدير مرور المدينة العميد سراج كمال أن «من يحمل عقدا لا أخالفه أما إذا كان وهميا من عدمه فليس لنا علم بها فهم يحملون عقودا مصدقة ورسمية، أما غير ذلك فنحن مسيطرون على الوضع أما من يقول إن هذه العقود وهمية فلسنا مسؤولين عنها وتسأل الجهات المختصة». من جهته، نفى مدير فرع وزارة الحج في المدينةالمنورة محمد البيجاوي وجود عقود وهمية قائلا «لاتوجد عقود لنقل المعتمرين والزوار سوى ماهو معتمد في حزم الخدمات الإلكترونية وعلى من يجد مثل هذه العقود أو يعلم عنها إبلاغ الجهات الأمنيه وأيضا التقدم لنا لنتخذ الإجراءات المنظمة لذلك».