المستشارة الألمانية ميركل تحمل شهادة الدكتوراة في الفيزياء، وأظن أن الغالبية العظمى من أعضاء حكومتها يحملون شهادة الدكتوراة، لأن الدكتوراة في ألمانيا من حيث العدد مثل الكفاءة المتوسطة عندنا، لدرجة أنك لو صادفت ألمانيا يحمل شهادة الماجستير لحق لك أن تسأله: (عسى ما شر؟.. ليه ما كملت تعليمك؟!). هذه ليست مبالغة، ففي ألمانيا أكبر نسبة من حملة الدكتوراة في العالم، فالقاضي دكتور.. ومعلم الابتدائية دكتور.. وربة البيت دكتورة.. بل وحتى سائق التاكسي يحمل دكتوراة، ويكفي أن تعرفوا بأن هداف منتخب ألمانيا (بيرهوف) حصل على شهادة الدكتوراة في الاقتصاد وهو يمارس لعبة كرة القدم!. والألماني الوحيد الذي عرفته في حياتي اكتشفت بعد فترة من صداقتنا أنه بروفيسور مختص في البيئة البحرية ويحمل أكثر من شهادة دكتوراة!، لم يفكر صديقي (أدجار) أن يحدثني عن تحصيله العلمي إلا حين سألته عن ذلك، فقلت له: (أنتم تتعاملون مع الشهادات العلمية مثلما يفعل هواة جمع الطوابع)، فقال: (المسألة لا تعدو كونها بحوثا يطور من خلالها الإنسان نفسه، والبحوث مفاتيح المعرفة وليست مجالا للتفاخر.. قد تستغرب لو قلت لك أنني أعتبر جمع الطوابع مهمة أكثر صعوبة لأنها تستغرق وقتا أكبر وجهدا متواصلا!). ولكن الألمان لا يعلمون أننا اليوم هزمناهم (ثمانية صفر ) بعد أن أصبحت شهادات دكتوراة عندنا تجلب بالفاكس ومن مكتب مجاور لمكاتب الاستقدام، فقد سيطر علينا هوس (دال، نقطة)، وأصبح الدكاترة المزيفون أكثر من الهم على القلب، وهو الأمر الذي أضر بسمعة العلم وهضم حقوق العلماء الحقيقيين الذين حصلوا على الدكتوراة بعد أن أفنوا سنوات الشباب في طلب العلم. وقد ساهم المجتمع ووسائل الإعلام وبعض المؤسسات الرسمية في منح هذا اللقب العلمي هالة غير طبيعية، إلى درجة أنه لو حاولت صحيفة محلية اعتماد (ستايل بوك) يذكر أسماء الأشخاص دون ألقابهم العلمية مثلما يحدث في الصحافة الدولية (الحياة والشرق الأوسط مثلا) فإنها سوف تواجه احتاجاجات لا حصر لها باعتبارها صحيفة تهضم الحقوق العلمية للناس. الطريف في الأمر أن ألمانيا تكتشف بعض الشهادات المزورة بين حين وآخر، ولكنها تكون حالات محدودة جدا إذا ما قورنت بأعداد حملة الدكتوراة الحقيقيين (مثل اللي يغشون في الثانوي عندنا)، ولو طبقت معاييرهم في فحص الشهادات عندنا لطارت (الدال) من آلاف الأسماء الرنانة .. وبقيت (النقطة)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة